مقدمًا التهنئة للرئيسة التنزانية، الدكتورة سامية حسن، بمناسبة فوزها بولاية ثانية، وأيضًا على إجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة، وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى علاقات مصر وتنزانيا، فى اتصال تليفونى، أمس الأول الإثنين، بأنها تُعد نموذجًا للتعاون والتكامل الاقتصادى بين الدول الإفريقية، وأشاد بما تشهده من تطور ملحوظ، مؤكدًا حرص مصر على تعزيز التشاور السياسى بين البلدين الشقيقين.
الاتصال تناول سبل تطوير العلاقات الاقتصادية المصرية التنزانية. ومع تأكيد الرئيسين أهمية تعزيز التبادل التجارى ومواصلة اتخاذ خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف، أكد الرئيس السيسى استعداد مصر لدفع المزيد من الاستثمارات إلى السوق التنزانية، والمساهمة فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية بالدولة الشقيقة، وهو ما رحبت به الرئيسة التنزانية، مشيرة إلى وجود فرص استثمارية واسعة يتعين على الشركات المصرية الاستفادة منها، بما يعزز التعاون والتكامل بين البلدين.
تصادف أن يجرى الاتصال فى الذكرى الثالثة لبدء الملء الأول لبحيرة سد «جوليوس نيريرى»، الذى نفذه تحالف مصرى يضم شركتى «المقاولون العرب» و«السويدى إليكتريك» على نهر روفيجى، والذى كنا قد أوضحنا، فى مقال سابق، أن الرئيس تابع كل مراحل تنفيذه، بشكل دورى، ووجّه بضرورة أن يقوم التحالف المصرى بتنفيذه على أعلى مستوى من الجودة، فى إطار اهتمام مصر بتوطيد علاقاتها بقارتها الأم، ونظرًا للأهمية الكبيرة التى يمثلها هذا المشروع للشعب التنزانى الشقيق، ولما يعكسه من قدرة وإمكانات الشركات المصرية على تنفيذ المشروعات الكبرى، خاصة فى القارة السمراء.
بالتزامن، وفى إطار حرصه على تعزيز برامج تبادل الخبرات مع البنوك المركزية الإفريقية، استقبل البنك المركزى المصرى وفدًا تنزانيًا، ضم مجموعة من الخبراء فى مجال التخطيط والإدارة. وخلال الزيارة، التى استمرت خمسة أيام، اطلع الوفد على التجربة المصرية فى عدد من المجالات، ذات الأهمية الاستراتيجية، وشارك فى جلسات نقاشية، تخللتها عروض تقديمية، وشرح موسع للتحديات، التى تواجه المؤسسات والبنوك، وكيفية التغلب عليها من خلال استمرارية الأعمال، إلى جانب التعرف على أساليب تطوير قدرات استمرارية الأعمال، وضمان الجاهزية لمواجهة أى تحديات أو اضطرابات محتملة.
فور توليه الحكم، اجتمع الرئيس السيسى مع نظيره التنزانى الأسبق جاكايا كيكويتى، فى ٢٦ يونيو ٢٠١٤، بالعاصمة الغينية مالابو، على هامش القمة الإفريقية الثالثة والعشرين، وفى أغسطس ٢٠١٧، زار الرئيس تنزانيا وعقد مباحثات قمة مع الرئيس السابق جون ماجوفولى. ثم استقبل، فى نوفمبر ٢٠٢١، بقصر الاتحادية، الرئيسة الحالية الدكتورة سامية حسن، التى أعربت عن تقدير بلادها الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكدةً حرصها على تطوير تلك العلاقات، وتعظيم الدعم الفنى الذى تقدمه مصر للكوادر التنزانية، وأشادت بالشركات المصرية العاملة فى مجال البنية التحتية، ودعت إلى تعزيز الاستفادة منها فى تنفيذ الخطة التنموية الطموحة التى تسعى تنزانيا إلى تنفيذها.
تتطلع مصر، كما قال الرئيس السيسى، مرارًا، إلى العمل مع كل الدول الإفريقية الشقيقة، فى ضوء التحديات العديدة، السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية، التى تتطلب مواجهتها أن تتضافر كل جهود دول القارة، لتعظيم فرص الاستثمار ودعم التنمية والاستغلال الأنسب للموارد. ومن هذا المنطلق، استعرض وزير خارجيتنا، فى كلمته الافتتاحية لـ«منتدى الأعمال المشترك المصرى التنزانى»، الذى استضافته العاصمة التنزانية دار السلام، فى مارس الماضى، الإمكانات التصنيعية المصرية القادرة على تلبية احتياجات دول القارة من المنتجات الغذائية والدوائية والكيماوية ومنتجات الأخشاب ومستلزمات التشييد والبناء، إلى جانب نشاط الشركات المصرية فى مجال الإنشاءات وبناء شبكات الكهرباء.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيسة التنزانية أعربت عن تقديرها لتهنئة الرئيس السيسى، مؤكدة اعتزاز تنزانيا، حكومةً وشعبًا، بالدعم الذى تقدمه مصر فى مختلف المجالات. كما أعربت الدكتورة سامية حسن، كذلك، عن خالص تقديرها لجهود الرئيس التى أسهمت فى استكمال مشروع سد «جوليوس نيريرى»، مبديةً تطلعها إلى أن يزور تنزانيا فى أقرب فرصة ممكنة لافتتاح ذلك السد الضخم.
















0 تعليق