أفرجت وزارة العدل الأميركية عن دفعة جديدة من الوثائق المتعلقة بالتحقيق في قضية جيفري إبستين، المدان بجرائم اعتداءات جنسية، في خطوة أعادت تسليط الضوء على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الولايات المتحدة، وفقاً لما أوردته سي إن إن.
وتخضع الوثائق حاليًا لمراجعة موسعة من قبل وسائل إعلام أميركية، وسط توقعات بكشف تفاصيل إضافية حول شبكة العلاقات التي أحاطت بإبستين خلال سنوات نشاطه.
وتتضمن الملفات الجديدة إشارات إلى أسماء معروفة، من بينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث ورد اسمه ضمن سجلات طيران مرتبطة بطائرة إبستين الخاصة. وأوضحت السلطات أن هذه الإشارات لا ترقى إلى اتهامات جنائية، مؤكدة أن بعض المواد الواردة في الوثائق تتضمن ادعاءات غير دقيقة أو ذات طابع مثير، ولا تستند إلى أدلة قانونية مثبتة.
سجلات الطيران ومراسلات مثيرة
وتكشف الوثائق عن بيانات تفيد بسفر ترامب على متن طائرة إبستين في ما لا يقل عن ثماني رحلات، وفق ما ورد في مذكرة كتبها مساعد مدعٍ عام أميركي. ورغم ذلك، شددت وزارة العدل على أن ورود الاسم في السجلات لا يعني تورطه في أي نشاط غير قانوني مرتبط بإبستين.
كما تضم الملفات سلسلة من الرسائل الإلكترونية بين غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين السابقة والمدانة بالتواطؤ في جرائمه، وشخص يحمل الاسم المستعار “A”، تشير القرائن إلى صلته بالعائلة المالكة البريطانية، ما يضيف بعدًا دوليًا حساسًا للقضية التي ما زالت تداعياتها تتوسع.
وفي سياق متصل، كشفت إحدى الرسائل الإلكترونية الصادرة في يوليو 2019 عن خطط داخلية لإدارة السجون الفيدرالية تقضي بإيواء إبستين في زنزانة واحدة مع سجين آخر، تبيّن لاحقًا أنه سيزار سايوك، المدان بإرسال عبوات ناسفة لأن شخصيات سياسية.
وتشير الرسالة إلى أن السجين المقصود كان محتجزًا في وحدة العزل الخاصة بناءً على طلبه الحماية، في قضية حظيت بتغطية إعلامية واسعة آنذاك. ويأتي هذا التطور في ظل معلومات تؤكد أن إبستين كان قد وُضع تحت المراقبة المشددة لمنع الانتحار قبل يوم واحد فقط من تداول تلك المراسلات.
ولا يزال الغموض يحيط بما إذا كان إبستين وسايوك قد تقاسما الزنزانة بالفعل، إذ توفي إبستين منتحرًا في أغسطس 2019، بعد أسابيع قليلة من تاريخ الرسالة.
وكانت وزارة العدل قد أصدرت تقريرًا عام 2023 حمّلت فيه موظفين في مكتب السجون مسؤولية إخفاقات جسيمة في حماية إبستين، شملت عدم تعيين مرافق له في الزنزانة، وتجاهل جولات التفقد، والسماح له بالاحتفاظ بأغطية إضافية استُخدمت لاحقًا في وفاته.

















0 تعليق