هَذَا رَأْيِي
الثلاثاء 23/ديسمبر/2025 - 09:22 م 12/23/2025 9:22:18 PM
تحاول حكومة مدبولى أن تضرب «كرسى فى الكلوب» وتدق المسمار الأخير فى نعش الدعم الهزيل لمحدودى الدخل.. لم يعد رفع الدعم مطلباً من مطالب صندوق النقد وحسب بل أصبح نهجاً وسلوكاً حكومياً وضمن أولوياتها التى تخطط لها وتعمل عليها ليل نهار..رفع الدعم بسبب وبدون سبب سواء طلب الصندوق أو لم يطلب وهذا ما حدث فى زيادة المحروقات الأخيرة فقد نطق الصندوق وأقسم بأغلظ الإيمان أنه لم يطلب هذه الزيادة وأنه برىء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب..
والحقيقة الحكومة طلعت وقالت: الزيادة دى طبقاً لبرنامج وخطة داخلية يعنى بنتنا احنا مش بنت الصندوق..حتى رغيف العيش ودى طبعاً قوت الغلابة يعنى فيه أسر رغيف الخبز بالنسبة لها هو ذاها وذوادها.. الحكومة مرحمتوش مرة خفضت وزنه من ١١٠ جرامات إلى ٩٠ جراماً وطبعاً فيه أصحاب مخابز بيحاكوا الحكومة وبيطلعوا الرغيف٧٠ جراماً.. لم تكتف الحكومة بذلك بل رفعت سعره من خمس قروش إلى عشرين قرش يعنى زودت سعره ٢٠٠٪.. الحكومة الآن تستعد لعمل عملية مسالك بولية لتحويل مسار الدعم من عينى إلى نقدى وهى فى الحقيقة عملية تكميم معدة محفوفة بالمخاطر..من الآخر اللى فات كله كان حمادة والخطوة أو الرقصة الأخيرة دى حمادة تانى.. صحيح أن منظومة الدعم العينى بها أخطاء لكنها ليست جوهرية ويمكن علاجها بدلاً من هدم المعبد بمن فيه.. الشىء الأهم هو هل منظومة الدعم النقدى المزمع تطبيقها خالية من الأخطاء وحتى أن كان الحوار الوطنى أفتى بذلك؟..فنحن ذقنا مرارة نتائج الحوار الوطنى فى أمور عديدة ومنها قانون الانتخابات والقائمة المغلقة المطلقة وما أصاب اختيارات وإرادة الشعب من عوار بحاج وأصبح بحاجة ملحة إلى تصحيحة وتصويبه؛ ولولا بيان الرئيس عبدالفتاح السيسى على صفحته الرسمية على فيسبوك قبل الإعلان الرسمى بساعات لعدى الجمل بما حمل.. وكلنا شاهدنا ونشاهد النتائج وماذا كان قبل وكيف أصبح بعد تصويب الأمور التى عجز عن الاقتراب من القائمة لكنها أن كانت قد نجحت من العوار الدستورى والقانونى فهى مصابة بعوار أخلاقى وأدبى سيظل يلاحقها ما بقيت.. تصرفات الحكومة وسلوكها ومسألتها ليس لها رادع ولا تجد من يكبح جماحها ولا من يقول لها كش ملك كما هو الحال فى لعبة الشطرنج.. دعم محدودى الدخل أمر حتمى على الحكومة فى ظل طلبات صندوق النقد الدولى لرفع الدعم والتخلص من عبء هذا الدعم المقدم لمحدودى الدخل والذى أصبح محدوداً للغاية.. التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى خطوة محفوفة المخاطر..من المؤكد أن الدعم النقدى المزمع التحول إليه سوف يكون وهماً كبيراً، وسوف يمنح الحكومة فرصة للعبث بهذا الدعم الهزيل بطرق شتى.. الدعم العينى هو الأفضل على أن تصحح بعض ما به من أخطاء.. أمل الشعب ومحدودى الدخل معلق على تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يتابع كل ما يدور على أرض الواقع وما يدور على منصات التواصل الاجتماعى..أمل محدودى الدخل الذين اتسعت رقعتهم وزاد أنينهم وألمهم وتعالت صرخاتهم المكتومة فى تدخل الرىيس.. تعبير الرئيس عن إرادة الشعب الذى جاء عبر صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن الانتخابات كان موزوناً بميزان من ذهب.. فالانتخابات لها هيئة مستقلة بحكم الدستور والقانون تشرف عليها وتنظم شئونها من المهد إلى اللحد لذا كان تعبير الرئيس عن إرادة الشعب وما يدور على وسائل التواصل الاجتماعى مدروساً بعناية وفى إطار عدم الرضا عما يحدث، أما تدخل الرئيس لحماية محدودى الدخل من توجه الحكومة بتحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى فهو تدخل من رئيس السلطة التنفيذية على السلطة التنفيذية وهى الحكومة لمنعها من اتخاذ هذا القرار المحفوف بالمخاطر والذى يحمل فى طياته مزيداً من الألم والوجع والمعاناة لمحدودى الدخل.
[email protected]


















0 تعليق