الذكاء الاصطناعي… خطورة المجتمع الوهمي والعلم المزعوم

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تخيل عزيزي أنك أصبحت يوماً تعيش بلا روح وتنتج بلا عقل وتفكر بلا قلب، وتبدى إبداعاً ظاهرياً بلا جهد، فكيف يكون حالك؟، وكيف يكون حال المجتمع إذا صار على هذا النمط؟، وكيف أصبح حال غالبية المتعايشين مع وسائل التواصل الاجتماعي، حينما استبدلوا الزيارات بالرسائل، والمودة في المناسبات بالتعليقات والإعجاب والمشاركات الإلكترونية؟!.
بعد الإجابة، ستكتشف أن المجتمع الافتراضي الوهمي أصبح خطرا على المجتمع الحقيقي التفاعلي.. الأول مصطنع فاقد للمصداقية والآخر طبيعي ويكشف روح الحياة وحقيقة البشر في تعاملاتهم المباشرة، شتان بين هذا وذلك.

لذلك فهناك خطورة أكبر من استبدال الإنتاج العلمي والعملي بأدوات الذكاء الصناعي، وهنا تختفي روح المنافسة الحقيقية ويعجز العقل ذو القدرات المحدودة زمنياً عن مواجهة النقل ووسائل المعرفة الحديث السريعة، والتي تفتقر إلى الدقة المتناهية بالمقارنة بالعقل الذي وهبنا الله إياه.

روى البخاري في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة، فجاءه المَلَك، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم)، وهذه أولى آيات الذكر الحكيم، ولعل حكمة الخالق سبحانه وتعالى في ذلك، أن القراءة في مقدمة العلوم، ومدخل لفهم الدين الصحيح، فكيف يستطيع العقل أن ينتج علماً صحيحاً دون أن يقرأ أو يطور من العمل دون أن يقرأ؟ فالقراءة قبل الكتابة ومقدمة عليها حتى تصبح دقيقة ومفيدة وثرية وغير مفرغة من العقل والمنطق والضمير.

وهنا أتساءل: هل يستطيع شات جي بي تي أن يدرك المنطق والضمير؟، بالطبع لا، سؤال آخر … هل يتفوق الذكاء الاصطناعي الذي هو من إنتاج الإنسان على العقل الذي هو من صنع الله سبحانه وتعالى؟ بالطبع مستحيل.
وأكد عدد من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي حول العالم، بما في ذلك مبتكر "تشات جي بي تي"، من احتمال أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى انقراض البشرية، فضلاً عن دورها في إلغاء إنتاج العقل البشري، بجانب قلقهم بشأن أخطار استخدام نماذج مثل "تشات جي بي تي" لنشر المعلومات الخاطئة والجرائم الإلكترونية، فضلاً عن التسبب في تقليص الوظائف على مستوى العالم.

الخلاصة، الذكاء الاصطناعي قنبلة موقوتة تهدد مستقبل العلم وصحة المجتمع، والمعرفة الحقيقية يجب أن يقودها العقل، إن الاعتماد المبالغ على تلك الوسائل أمر في منتهى الخطورة، وإن تطلب الأمر استخدامها في حالات تتطلب السرعة وادخار الوقت مع التحري والمراجعة والدقة.
وللأفكار ثمرات مادام في العقل كلمات وفي القلب نبضات.. مادام في العمر لحظات.

 

مستشار إعلامي ومحاضر وباحث أكاديمي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق