تحتفل الفضائية المصرية بمرور خمسة وثلاثين عاماً على إنطلاقها، وهي مناسبة تستدعي التوقف أمام تجربة إعلامية وطنية لعبت دوراً  محورياً في نقل صوت مصر إلى الداخل والخارج، وتعزيز حضورها الثقافي والحضاري عبر شاشة ظلت، على مدار عقود، معبّرة عن هوية الدولة والمجتمع.
فالفضائية المصرية لم تكن مجرد قناة تلفزيونية، بل نافذة وطنية حملت قضايا الوطن، واحتضنت نخبة من المبدعين الذين أسهموا في تطوير المحتوى الإعلامي وترسيخ قيم المهنية والإنتماء. و أثبتت هذه التجربة أن الإعلام الوطني القوي يقوم، في جوهره، على الإنسان؛ فكراً وضميراً وكفاءة، إلى جانب قيادة واعية تؤمن بأهمية الدور والمسؤولية
وعلى المستوى الشخصي، تمثل الفضائية المصرية محطة مهمة في رحلتي المهنية، حيث تشرفت بالعمل فيها إعداداً ورئيس تحرير لعدد من البرامج التي سعت إلى تقديم مضمون هادف يليق بالمشاهد المصري، ونجحت في ترك أثر ملموس لدى الجمهور، بدعم من قيادات آمنت بالتميز واحتضنت الطاقات المخلصة.
ومن بين هذه التجارب، يبرز برنامج وصال بوصفه علامة فارقة في مشواري المهني، إذ نجح في أن يكون جسر تواصل حقيقي بين الوطن وأبنائه في الخارج، وحظي بإهتمام وزارة الخارجية والجهات المعنية بملف الجاليات المصرية حول العالم. وقد رافق البرنامج الوفود القنصلية في عدد من الدول للقاء أبناء الجاليات، ونقل رؤاهم وإحتياجاتهم، والسعي لتذليل التحديات التي تواجههم، إلى جانب تشجيعهم على الإستثمار والمشاركة في مسيرة التنمية داخل وطنهم الأم،و يناقش موضوعات مهمة كالتعليم، الخدمات القنصلية، والتحديات التي تواجه العمالة والطلاب المصريين بالخارج، ما يساهم في تسليط الضوء عليها وربطها بالجهات المسؤولة،ودعم إدماج الجيل الجديد ،من خلال التركيز على الهوية واللغة والثقافة،و يساعد البرنامج في الحفاظ على ارتباط الأجيال الجديدة بمصر حتى وإن ولدوا أو نشأوا في الخارج
وكان للمصريين في الخارج دور أساسي في نجاح وصال؛ إذ شكّلوا الداعم الأول له، وأسهم تفاعلهم وثقتهم في استمراره وإنتشاره. وانطلاقاً من هذه التجربة، نؤكد كفريق وصال الإلتزام بمواصلة تطوير البرنامج، وتقديم نماذج مشرفة من أبناء مصر بالخارج، تعكس قدرتهم على التميز، وحرصهم الدائم على رفع إسم وطنهم في مختلف المحافل.
ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح دون توجيه الشكر والتقدير إلى القيادات التي دعمت البرنامج والفضائية المصرية على مدار السنوات، وأسهمت في ترسيخ نهج مهني مسؤول، كما أخص بالشكر فريق العمل الذي واصل وصال رسالته بكفاءة وإخلاص،وشكلوا وجدان البرنامج   وفي مقدمتهم المذيعة المنميزة  عبير أبو طالب، والمخرج وليد التاجي، والمخرج هيثم التاجي، والفنان وحيد الملاح مدير التصوير، ورامي ريمون، وكافة المصورين والفنيين والعاملين في الإستوديوهات، شركاء النجاح الحقيقيين.
إن الفضائية المصرية، بالنسبة لي، ليست مجرد مؤسسة إعلامية، بل جزء أصيل من رحلتي المهنية والإنسانية أضافت لي الكثير، وفتحت أمامي مساحات واسعة للإبداع والعمل الجاد، ورسّخت قناعتي بأن الإعلام الوطني الواعي يظل أحد أهم أدوات بناء الوعي وتعزيز الإنتماء.
وفي ختام هذه المناسبة، أتقدم بخالص التهنئة إلى:
الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام،
والمخرج مجدي لاشين، الأمين العام للهيئة،
والمخرج محمد الجوهري، رئيس التلفزيون المصري،
بمناسبة عيد الفضائية المصرية.
كل عام والفضائية المصرية في تقدم وإزدهار، محافظة على مكانتها الإعلامية محلياً ودولياً،  ومواصلة أداء رسالتها الوطنية بكل إخلاص وعطاء لجميع الناطقين باللغة العربية .