أعلنت شركة فايزر مصر عن إتاحة لقاح يُعطى للأمهات الحوامل بهدف الوقاية المبكرة للمواليد من الإصابة بفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، أحد أكثر أسباب التهابات الجهاز التنفسي السفلي شيوعًا لدى الرضع، وما يرتبط به من مضاعفات قد تستدعي دخول المستشفى خلال الشهور الأولى بعد الولادة.

ويُعد فيروس RSV عدوى تنفسية تنتقل عبر الهواء، ويصاب به معظم الأطفال خلال العامين الأولين من العمر. ورغم أن الأعراض غالبًا ما تكون خفيفة، فإن نسبة من الرضع—لا سيما المولودين بوزن منخفض أو في الأسابيع الأولى من الحياة—قد تتعرض لمضاعفات تنفسية حادة تشمل التهاب القصيبات الهوائية والالتهاب الرئوي.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد البلِيْدي، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للارتقاء بالممارسات الطبية في طب الأطفال (ESUPM)، أن فيروس RSV يمثل عبئًا صحيًا كبيرًا على حديثي الولادة، مشيرًا إلى أن نسبة ملحوظة من حالات دخول الرضع للمستشفيات خلال الشهور الأولى من العمر ترتبط بالفيروس، وأن العدوى المبكرة قد تزيد من احتمالات الإصابة بالربو وتكرار الأزيز التنفسي في مراحل لاحقة من الطفولة. وأكد أن الوقاية قبل التعرض للعدوى تمثل ركيزة أساسية لتقليل المضاعفات الصحية والنفسية والاقتصادية على الأسر والمجتمع.

من جانبه، أشار الدكتور محمد ممتاز، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومؤسس وحدة طب الجنين بجامعة القاهرة، إلى أن الدراسات العلمية على لقاحات الوقاية من RSV بدأت منذ عقود، وأن الأدلة الدولية الحديثة تدعم إمكانية إعطاء اللقاح للأم الحامل بما يسمح بانتقال الأجسام المضادة إلى الجنين، الأمر الذي يسهم في حمايته خلال الفترة الأكثر عرضة للمضاعفات بعد الولادة.

وأكدت الأستاذة الدكتورة هيام نظيف، نائبة رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة وأستاذة طب الأطفال، أهمية التثقيف الصحي للأمهات ودوره في الاكتشاف المبكر للأمراض والوقاية منها، مشددة على دعم المجلس للسياسات والمبادرات التي تعزز صحة الأم والطفل، ومكافحة المعلومات الطبية المغلوطة، بما يضمن حق الأطفال في حياة صحية وآمنة.

وفي الإطار نفسه، أوضحت الدكتورة نوران حجاج، المدير الطبي الإقليمي لشركة فايزر بمصر والسودان ودول المشرق العربي والعراق، أن إتاحة اللقاحات تحت إشراف طبي تمثل خطوة داعمة للوقاية من الأمراض التنفسية المعدية، مؤكدة أهمية التعاون مع المؤسسات الطبية والعلمية لنشر الوعي القائم على الدليل العلمي، خاصة فيما يتعلق بصحة الحوامل والمواليد.

وتشير التقديرات الدولية إلى أن عدوى RSV تتسبب سنويًا في دخول نحو 3.3 مليون طفل إلى المستشفيات بسبب التهابات الجهاز التنفسي السفلي، مع تسجيل عشرات الآلاف من الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، لا سيما في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ما يعكس أهمية استراتيجيات الوقاية المبكرة لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.