شهد عام 2025 سلسلة من حوادث الطيران حول العالم خلفت مئات الضحايا، وأظهرت هشاشة الإجراءات الجوية أمام ظروف الطقس القاسية والأخطاء البشرية والتقنية، حيث سجلت الرحلات الهندية والروسية والأميركية والبنغالية خسائر فادحة في الأرواح.
مئات الضحايا في حوادث الطيران العالمية خلال عام 2025 في الهند وروسيا وبنغلاديش وأميركا
بدأت سلسلة الكوارث الجوية بحادث تحطم طائرة الهندية التابعة لشركة إير إنديا رقم 171 من طراز بوينغ 787 دريم لاينر في 12 حزيران، بعد 32 ثانية من إقلاعها من مطار أحمد آباد متجهة إلى لندن غاتويك، وعلى متنها 242 شخصا، نجا واحد منهم فقط وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما فقد البقية حياتهم في ارتطام الطائرة القاتل.
وتعرضت رحلة شركة بيرنغ إير رقم 445 في 6 شباط إلى اختفاء مفاجئ فوق بحر بيرينغ في ولاية ألاسكا الأميركية، وكانت الطائرة من طراز سيسنا 208 بي تقل 10 أشخاص بينهم 9 ركاب وطيار واحد، وفقد الاتصال بها بشكل كامل قبل أن يعثر على حطامها في منطقة ثلجية، وأدت الظروف الجوية القاسية وقرب المياه المفتوحة إلى وفاة جميع ركابها.
وسجلت روسيا حادثة مأساوية أخرى في 24 حزيران، عندما تحطمت طائرة روسية تابعة لشركة أنغارا إيرلاينز رقم 2311 من طراز أنتونوف خلال رحلة داخلية بين إنغاتيفو وتيندا شرق البلاد، وكانت الطائرة تقل 48 شخصا بينهم 42 راكبا و6 من الطاقم، وسقطت الطائرة في غابة على بعد 16 كيلومترا من مطار تيندا أثناء محاولتها الثانية للهبوط في أجواء ممطرة ورؤية ضعيفة، مما أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنها وإعلان السلطات الروسية حدادا رسميا في المناطق المتأثرة.
وسجلت بنغلاديش حادثة مأساوية في 21 تموز بسقوط طائرة عسكرية من طراز تشينغدو أف تي في حرم مدرسة ميلستون أوتارا الداخلية في العاصمة دكا، وأسفر الحادث عن وفاة 35 طالبا وعضو من طاقم المدرسة وإصابة 172 آخرين نتيجة انفجار وقود الطائرة، وأكدت لجنة التحقيق أن خطأ الطيار في تشغيل الطائرة أدى إلى فقدانه السيطرة على الطائرة وسقوطها على المدرسة.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، تحطمت طائرة شحن تابعة لشركة النقل يو بي أس في ولاية كنتاكي في 4 تشرين الثاني بعد انفصال أحد محركاتها أثناء الإقلاع، وكان الطاقم مكونا من 3 أشخاص، إلا أن سقوط الطائرة على منطقة صناعية قرب المطار تسبب في وفاة 11 شخصا آخرين وإصابة 23 آخرين.
وتعرض جنوب السودان لحادثة مأساوية أخرى في 25 تشرين الثاني، عندما تحطمت طائرة شحن صغيرة تابعة لشركة ناري إير فلايت رقم 114 من طراز Let L-410UVP أثناء هبوطها في مقاطعة لير، وكانت الطائرة تحمل معونات إغاثة للمتضررين من الفيضانات، وأسفر الحادث عن وفاة جميع أفراد الطاقم الثلاثة بعد صعوبة الوصول إلى موقع الحطام في المنطقة النائية.
تحليل أسباب الحوادث وأثرها
أظهرت حوادث الطيران خلال 2025 أن الأخطاء البشرية والأحوال الجوية السيئة تمثل تهديدا كبيرا للطيران المدني والعسكري، حيث كان لكل حادث تأثير محلي ودولي على إجراءات السلامة الجوية، بدءا من الهند وروسيا مرورا بالولايات المتحدة وبنغلاديش وصولا إلى جنوب السودان.
وتركزت معظم الحوادث حول الإقلاع أو الهبوط في ظروف مناخية صعبة، بينما كانت بعض الحوادث ناتجة عن أعطال ميكانيكية أو أخطاء تشغيلية مباشرة.
كما كشفت هذه الحوادث عن أهمية تعزيز نظم المراقبة الجوية وإجراءات السلامة في المطارات الدولية، خصوصا في المناطق ذات الطقس القاسي والممرات البحرية المفتوحة، وأكدت الحاجة الملحة لتطوير برامج تدريب الطيارين للتعامل مع حالات الطوارئ الجوية المعقدة.
تأثير الكوارث على الطيران المدني والعسكري
أثرت حوادث الطيران على ثقة المسافرين في السفر الجوي، وفرضت ضغوطا على شركات الطيران لتحسين نظم السلامة، كما أدت إلى مراجعة شاملة لإجراءات الطيران العسكري بعد سقوط الطائرة البنغالية على مدرسة، وبرزت أهمية توسيع عمليات البحث والإنقاذ الجوية لتشمل المناطق النائية والصعبة الوصول، لضمان الحد من الخسائر البشرية المستقبلية.
تكرر هذه الكوارث في الهند وروسيا وبنغلاديش والولايات المتحدة وجنوب السودان، مما يعكس تحديات مشتركة تتعلق بالطقس والأخطاء البشرية والبنية التحتية للطيران.







0 تعليق