ممشى نجع حمادى السياحى حبيس الأدراج

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تطل عليه مجموعة أثرية

السبت 20/ديسمبر/2025 - 08:09 م 12/20/2025 8:09:06 PM
بوابة الوفد الإلكترونية

فى الوقت الذى تم إنهاء تطوير كورنيش مدينة قنا الشرقى، ما زال كورنيش مدينة نجع حمادى الذى تطل عليه مجموعة الأمير يوسف كمال أحد المواقع الأثرية التابعة لوزارة السياحة والآثار مُهملاً ومنهاراً فى بنيته الإنشائية رغم المطالبات بتحويله لممشى سياحى مُتمم للموقع الأثرى المفتوح لزيارات الوفود المصرية والأجنبية، وكمتنفس لسكان المنطقة.  
فمُنذ الافتتاح الجزئى لزيارة المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال أمام الزوّار المصريين والأجانب، قبل 7 سنوات، لتضاف كموقع سياحى جديد بشمال محافظة قنا، طرحت الحملة الشعبية المُطالبة بإنشاء وفتح مُتحف نجع حمادى الإقليمى مشروعًا لتحويل الشريط النيلى المواجه لمجموعة الأمير لممشى سياحى مُكمل ومُتمم لأساسات مشروع أكبر، وهو وضع مدينة نجع حمادى على الخريطة السياحية.
واستثمار المواقع الأثرية التى تزخر بها والتى تعود لحقب تاريخية مختلفة، فضلًا عن المجموعة المعمارية للأمير التى تعتبر حجر الزاوية للمشروع، غير أن هذه المطالبات بقيت حبيسة الأدراج تزامنًا مع التردى المتتابع لكورنيش المدينة الذى هجره السكان. 
وتقع مدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا بنحو 60 كيلو مترا، أسس لمدينتها فى مطلع القرن العشرين، الأمير يوسف كمال، الرحالة والفنان التشكيلى والأكثر ثراءً من بين أمراء الأسرة العلوية التى حكمت مصر فى الفترة من 1805 وحتى حركة الجيش فى 1952. 
وقعت حصة الأمير من الأملاك، فى موقعين بصعيد مصر، فضلًا عن أملاكه الأخرى فى القاهرة، أحد هذين الموقعين مركز نجع حمادي؛ والثانى مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، وتجاوزت أملاك الأمير نحو 16 ألف فدان بنجع حمادى وحدها وكان يدير هذه الأملاك بواسطة دوائر كبيرة من الموظفين والمباشرين. 
بعد 1952، تعرضت المجموعة المعمارية للأمير لانتكاسات خطيرة أدت إلى تفتتها كوحدة معمارية متكاملة أشرف الأمير على إنشائها بنفسه وبنيت على مراحل، فقد اقتطعت أجزاءً منها لتكون أندية لنقابات وما زالت تشغل أماكن داخل المجموعة إلى وقتنا هذا. 
وفى تسعينيات القرن الماضى أعلن عن مشروع طموح، عقب ضم بعض أجزائها لوزارة السياحة والآثار، لتحويل أحد قصور المجموعة وهو قصر الحرملك إلى متحف نجع حمادى الإقليمى، وأهملت المجموعة وما تضمه فى السنوات اللاحقة وتمت سرقتها أكثر من مرة كان آخرها سنة 2014. 
يقول المحامى صديق عبدالساتر أحد مؤسسى حملة افتحوا متحف الأمير يوسف كمال، إن الحملة الشعبية لفتح متحف نجع حمادى الإقليمي؛ قدمت مقترحًا غاية فى الأهمية ويعكس الرؤية المستقبلية التى تتبناها الحملة فى استغلال الأصول التاريخية ممثلة فى المواقع الأثرية فى مركز نجع حمادى، وهو تحويل الشريط النيلى الذى تطل عليه مجموعة الأمير يوسف كمال فى المدينة، إلى ممشى سياحي.
اتساقًا مع الرؤية المستقبلية التى تتبناها الحملة الشعبية لفتح متحف نجع حمادى الإقليمى منذ 2014، والهادفة لإيجاد ليلة سياحية فى مدينة نجع حمادى عن طريق وضع المتحف الإقليمى للمدينة على الخريطة السياحية، بعد افتتاحه من قبل وزارة الآثار، وفتحه كموقع للزيارة أمام السياحة الوافدة لزيارة المواقع الأثرية فى محافظات الصعيد، فضلًا عن الجزء المُفتتح بالفعل من المجموعة فى الوقت الحالي. 
وأوضح «عبدالساتر»، أن إنشاء ممشى يهدف إنعاش السياحة التثقيفية وفتح موقع جديد والترويج له عالميًا مما يساهم فى توفير فرص عمل وإدخال السياحة كمورد للدخل لسكان المنطقة فضلا عن تغيير التركيبة المعيشية للأهالى وإيجاد تنمية مستدامة ثقافية واقتصادية.
بالإضافة إلى تفريغ ضفاف النهر من العشوائيات والإشغالات وتوفير متنفس للأسر المصرية محدودة الدخل، وفتح مساحات واسعة أمام السكان لرؤية النهر كسائر بلدان العالم المُتقدمة.
وتضمن مُقترح الحملة؛ تصوراً مبدئياً، بغلق طريق الكورنيش المار أمام المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بدءًا من نادى المعلمين نهاية بالمبانى الخاصة بالمجاورة للمجموعة للمعمارية أمام نادى الشرطة، أمام المركبات.
ويقتصر المرور فيه على الترجل مع توفير خط سير بديل للمركبات، ويستغل مبدئيًا كممشى للتنزه لأهالى المدينة والقرى لحين البدء فى المشروع الحضارى وافتتاح المتحف الإقليمى، مع إمداده بالخدمات المختلفة كافيتريات متنقلة وخدمات أمنية لحفظ الأمن. 
وقد تلاقى مقترح الحملة الشعبية، مع أفكار دوائر ثقافية فى المدينة، إذ يقول المخرج المسرح، عبدالهادى النجمى، إنه تقدم فى سنوات سابقة لرئاسة الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادى، بطلب لإقامة الأنشطة الثقافية والفنية، بكورنيش نيل المدينة، من خلال إحياء عروض مسرح الشارع.
ويستكمل «النجمى»، أن المقترح لاقى قبولا وترحابًا من المسئولين آنذاك، غير أنه لم يتم تطبيقه بسبب النزاع القائم بين الوحدة المحلية والمسطحات المائية. 
ويضيف أنه يتمنى أن يتم تحويل كورنيش النيل الى ممشى سياحى، وترفيهى لخدمة أهالى شمال محافظة قنا، وقال من السهل وضع خطة شاملة لتنفيذ العروض المسرحية والفنية، بجانب إحياء المقهى الثقافي. 
وأوصى بوجود بروتوكول بين الآثار وقصر ثقافة نجع حمادى، ورئاسة الوحدة المحلية للمدينة، حتى تتضافر الجهود من اجل إعادة رسم الخريطة السياحية والفنية. 
ويقول أمير رمزى محامٍ، إن مدينة نجع حمادى مدينة صغيرة تكتظ بالسكان والوافدين يوميًا، ويوجد بالشريط النيلى الواقع فيه المجموعة المعمارية 4 أندية اجتماعية، اثنان منها تقعان داخل حرم المجموعة الأثرية وهما نادى المعلمين ونادى الزراعيين!
وتُعد هذه الأندية الأربعة إضافة إلى نادى التطبيقين الواقع إلى الشمال منها، هى المتنفس الوحيد لأهالى المدينة وتوابعها من القرى، وبالطبع فإن هذه الأندية المُطلة على النيل تزخر يوميًا بالمئات من الرواد من المدينة وتخومها. 
ويضيف رمزى، بجانب الرواد الوافدين إلى الأندية تُقام حفلات الزفاف فى هذه الأندية يوميا، ومع حركة المركبات فى ذلك الشريط الضيق يتحول ذلك الطريق المسمى مجازًا بالكورنيش إلى منطقة للتعثر المرورى والحوادث أحيانًا، فضلا عن انعدام الإضاءة وتهمش ما تبقى من أطلال الحواجز المتبقية على النيل.

e19e90d873.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق