ملفات "إبستين" تعيد ترتيب الفضيحة السياسية

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ترامب فى الهامش وكلينتون فى الصدارة

السبت 20/ديسمبر/2025 - 07:53 م 12/20/2025 7:53:06 PM
بوابة الوفد الإلكترونية

فجر نشر دفعة جديدة من ملفات جيفرى إبستين واحدة من اكثر القضايا حساسية فى السياسة الأمريكية مع عودة اسماء نافذة إلى الواجهة واحتدام الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول ما تم كشفه وما لا يزال محجوبا.
فى واشنطن اصدرت وزارة العدل الأمريكية مجموعة جديدة من الوثائق المرتبطة بتحقيقاتها فى قضية الممول الراحل والمدان بجرائم جنسية جيفرى إبستين، وذلك بعد ضغوط سياسية متصاعدة قادها ديمقراطيون فى لجنة الرقابة بمجلس النواب الذين نشروا بدورهم ملفات وصورا جديدة لإبستين مأخوذة من سجلات وزارة العدل.
قبل نشر الوثائق كان السؤال الأكثر تداولاً هو مدى حضور اسم ترامب داخل هذه الملفات خصوصا أن علاقته بإبستين تعود إلى التسعينيات وبدايات الألفية الجديدة حيث كانا يترددان على المناسبات نفسها فى نيويورك وفلوريدا، ويؤكد ترامب ان الخلاف بينهما وقع فى منتصف العقد الاول من الالفية قبل أول إدانة رسمية لإبستين عام 2008.
لكن اللافت فى الدفعة الضخمة التى صدرت الجمعة والتى شملت مئات الآلاف من الصفحات هو الغياب شبه التام لاسم ترامب إذ لم يظهر سوى بشكل هامشى للغاية وفق رويترز.
عثر فقط على صورة واحدة لإبستين وهو يحمل شيكًا باسم ترامب وصورة اخرى التقطت داخل منزل إبستين فى مانهاتن تظهر نسخة من كتاب ترامب الصادر عام 1997 بعنوان «ترامب.. فن العودة» موضوعة على احد رفوف مكتبته.
كما أن اسم ترامب كان قد ورد سابقا فى قوائم ركاب الطائرة الخاصة بإبستين وهى القوائم التى ضمتها وزارة العدل إلى دفعة مواد نشرتها فى فبراير الماضى، بالاضافة إلى ادراج اسمه واسم عدد من افراد عائلته فى دفتر اتصالات إبستين الذى كُشف خلال محاكمة غيسلين ماكسويل عام 2021.
وكانت ماكسويل الشريكة السابقة لإبستين قد أدينت بالاتجار الجنسى بالاطفال وجرائم اخرى مرتبطة بشبكة إبستين وقد ظل ترامب ينفى بشكل قاطع اى تورط أو علم مسبق بجرائم إبستين مؤكدا ان لقاءاته به كانت اجتماعية فقط.
فى المقابل حملت الوثائق الجديدة كماً كبيراً من الاشارات والصور المتعلقة بالرئيس الديمقراطى الاسبق بيل كلينتون وهو ما اعاد الجدل حول طبيعة علاقته بإبستين.
تضمنت الملفات صورا متعددة لكلينتون من بينها صورة له داخل حوض سباحة برفقة غيسلين ماكسويل وشخص مجهول الهوية وصورة اخرى لكلينتون فى حوض استحمام ساخن وصورة ثالثة يظهر فيها مع شابة تجلس على مسند ذراع مقعده وتلف ذراعها حول كتفيه بينما تم حجب وجهها.
كما كشفت الوثائق عن صورة للوحة فنية معلقة داخل منزل إبستين فى نيويورك تصور كلينتون مرتدياً فستاناً أزرق وهى لوحة سبق ان اثير حولها جدل واسع فى تقارير إعلامية سابقة.
يثير نشر هذه الصور تساؤلات قانونية خصوصا ان سياسة وزارة العدل تنص على عدم نشر مواد قد تكون مرتبطة بتحقيقات لا تزال جارية ويذكر ان ترامب كان قد أمر وزارة العدل بالتحقيق فى علاقات كلينتون بإبستين وهى خطوة رأى فيها منتقدوه محاولة لصرف الانتباه عن علاقته الشخصية بإبستين.
من جانبه نفى كلينتون مرارا أى علم له بجرائم إبستين خلال فترة اختلاطهما وسفرهما معا وقال فى تصريحات سابقة انه يتمنى لو لم يلتق بإبستين على الإطلاق.
ورد أنجيل أورينا نائب رئيس اركان كلينتون عبر منصة إكس واصفا الصور المنشورة بأنها قديمة وغير واضحة ويعود تاريخها لاكثر من عشرين عاما مؤكدا ان كلينتون لم يكن على علم بجرائم إبستين وقتها وأضاف ان القضية لا تتعلق ببيل كلينتون.
كما كشفت رسالة رسمية بعث بها نائب المدعى العام تود بلانش إلى الكونجرس عن أن وزارة العدل تمكنت خلال مراجعة شاملة للوثائق من تحديد اكثر من 1200 ضحية لإبستين واقاربهم وهو رقم يعكس الحجم الواسع لشبكة الانتهاكات التى ارتبطت باسمه.
ومن بين الوثائق التى تم نشرها قائمة مدلكات إبستين والتى ضمت 254 اسما إلا ان جميع هذه الاسماء تم حجبها بالكامل دون استثناء.
واوضح بلانش ان الدفعة التى صدرت الجمعة شملت ملفات لمكتب التحقيقات الفيدرالى تعود لتحقيقاته مع إبستين فى عامى 2006 و2018 بالاضافة إلى وثائق متعلقة بالتحقيق فى وفاته داخل زنزانته عام 2019 إلى جانب مواد أخرى متنوعة.
رغم حجم الوثائق المنشورة إلا ان وزارة العدل واجهت انتقادات حادة بسبب الحجب الواسع الذى طال محتوى العديد منها اذ جرى تنقيح اجزاء كبيرة من الملفات بما فى ذلك وثيقة من 119 صفحة يبدو انها تحتوى على شهادة أمام هيئة محلفين كبرى حيث تم حجبها بالكامل.
كما حُجبت ثلاث وثائق اخرى يبلغ حجم كل منها نحو 100 صفحة بشكل كامل الامر الذى اعتبره مشرعون دليلا على عدم الالتزام بروح قانون الإفراج عن ملفات إبستين الذى اقره الكونجرس فى نوفمبر ووقعه ترامب لاحقاً.
وقال زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ تشاك شومر فى بيان إن ما صدر لا يمثل سوى جزء صغير من مجمل الادلة وان الوثائق المنقحة بشكل مكثف لا ترقى إلى مستوى الشفافية المطلوبة حتى داخل الحزب الجمهورى ظهرت انتقادات إذ كتب النائب توماس ماسى أحد ابرز رعاة قانون الافراج عن ملفات إبستين على منصة إكس ان الإفراج الجزئى لا يتوافق مع نص القانون ولا مع روحه.

a63f80edc9.jpg
734479e99c.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق