شهدت مدينة العاشر من رمضان مأساة مؤلمة بعد وفاة ثلاثة شباب داخل شقة سكنية مستأجرة بالمجاورة 55، إثر تسريب الغاز الذي يرجح أنه السبب المباشر في وفاتهم، وسط حالة من الصدمة بين الأصدقاء وأهالي الضحايا.
كشف صديق أحد الضحايا تفاصيل الحادث الأليم، موضحا أن تسريب الغاز كان كثيفا داخل الشقة وانتشر في جميع أنحاء العمارة دون أن يتمكن السكان من تحديد مصدره في الوقت المناسب، وأكد أن الفاجعة كانت مكشوفة منذ البداية بسبب كثافة رائحة الغاز، إلا أن الظروف حالت دون اكتشافها قبل وقوع الوفاة.
اكتشاف الحادث على يد صاحب العمل
أوضح محمد أحمد، صديق الضحية علاء الدجوي، أن من اكتشف الحادث هو صاحب العمل الذي قام بتأجير الشقة للشباب، وذلك بعد تغيبهم عن العمل في اليوم السابق دون أي تواصل.
وأضاف أن القلق دفع صاحب العمل إلى التوجه إلى الشقة للاطمئنان عليهم، ليفاجأ بالعثور على الثلاثة متوفين داخل غرفهم، كل واحد في سريره، مما يؤكد أن تسريب الغاز كان السبب الرئيسي والمباشر في الوفاة.
وصرح محمد أحمد بأن الواقعة لا تحمل أي شبهة جنائية، مشيرا إلى أنه لن يتم إجراء تشريح للجثامين نظرا لوضوح سبب الوفاة. وأضاف أن إجراءات الدفن بدأت على الفور، حيث تم دفن علاء الدجوي بالأمس، بينما سيتم نقل جثماني الشابين الآخرين إلى مسقط رأسيهما لدفنهما هناك.
الإجراءات القانونية بعد الحادث
اتخذت الجهات المختصة كافة الإجراءات القانونية عقب معاينة موقع الحادث، وتم تحرير محضر بالواقعة، مع التأكيد على أن تسريب الغاز كان السبب المؤكد للوفاة، وأنه لا يوجد أي دليل على تعمد أو إهمال جنائي.
وأشار المسؤولون إلى أن التأكد من سلامة وصلات الغاز يجب أن يكون أولوية في جميع الشقق السكنية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
طالب أهالي الضحايا والأصدقاء بضرورة تكثيف الرقابة على وصلات الغاز في جميع الوحدات السكنية، مشددين على أهمية فحص وصيانة شبكات الغاز بشكل دوري، خصوصا في الشقق المستأجرة التي يكثر فيها التنقل وتغير السكان.
وأكد محمد أحمد أن الفاجعة أظهرت هشاشة إجراءات السلامة في بعض العقارات، وهو ما يستدعي تحرك السلطات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
سجل الحادث حالة من الحزن العميق بين أصدقاء الضحايا وأسرهم، حيث عبر الجميع عن أسى بالغ لفقدان ثلاثة شباب كانوا في ريعان شبابهم، نتيجة تسريب الغاز الذي أودى بحياتهم بشكل مفاجئ ومأساوي.
وأكد محمد أحمد أن ما حدث يعتبر درسا للجميع حول خطورة الإهمال في التعامل مع الغاز المنزلي وأهمية الانتباه لأبسط علامات التسريب.
يظل تسريب الغاز أحد أخطر المخاطر التي تهدد سلامة السكان داخل الشقق السكنية، لا سيما في المدن الصناعية التي يزداد فيها الإقبال على تأجير الشقق بشكل سريع، وهو ما يستلزم إجراءات وقائية صارمة من قبل الجهات المختصة لضمان سلامة الجميع.
الدعوة لتطبيق معايير السلامة
دعا الأهالي والمهتمون بالسلامة إلى ضرورة تنفيذ معايير صارمة لفحص وصلات الغاز قبل تسليم الشقق للمستأجرين، مع التأكيد على تركيب أجهزة كشف الغاز في كل وحدة سكنية، لضمان إنقاذ الأرواح وتفادي أي كارثة محتملة مستقبلا.
تسريب الغاز أثبت مرة أخرى خطورته على حياة السكان، حيث أودى بحياة ثلاثة شباب في العاشر من رمضان، وأكدت الجهات المختصة أن مثل هذه الحوادث يمكن الحد منها باتباع تعليمات السلامة وفحص الشبكات بشكل دوري ومستمر.







0 تعليق