في مشهد يعكس تواصل أصوات الرفض عبر القارات، اجتمعت اصوات الغاضبين من سياسات التطبيع ودعم الاحتلال في مسارين متوازيين: أحدهما في قلب مدينة عربية تأبى أن تنسى، والآخر في عاصمة أوروبية ترفض أن تصمت.
فبينما كانت شوارع صفاقس التونسية تشهد وقفة حاشدة تخلد ذكرى شهيد قدم خبراته لغزة وتؤكد رفض أي مسار لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، كانت ساحة "نافورة الأبرياء" في باريس تشهد احتشاداً عربياً وفرنسياً يندّد بسياسات تهدم الحقوق وتسرع التطبيع.

جاءت التظاهرتان، وإن اختلفت الجغرافيا واللغة والثقافة، لترسما معاً خريطة واضحة لمعارضة شعبية عابرة للحدود، ترفض منطق القوة وتؤكد أن قضية فلسطين تظل حية في الضمير الإنساني، لا تسكتها صفقات ولا تغيبها حسابات مصلحوية.

فالغضب من جرائم الاحتلال ورفض التطبيع لم يعودا حكراً على الجغرافيا العربية المباشرة، بل تحولا إلى لغة عالمية مشتركة، تجمع بين تونسي يستذكر شهيداً من أبنائها، وفرنسي يتضامن من قلب تراث بلاده، في رسالة موحدة: لا شرعية للاحتلال، ولا صوت يعلو فوق صوت الحق.

شهدت مدينة صفاقس التونسية وقفة حاشدة، نظمتها مجموعات تونسية وناشطون، بمشاركة عدد كبير من المواطنين، في مشهد جماعي يرفض أي محاولة لتسريع تطبيع العلاقات مع الدول العربية مع "الكيان الصهيوني"، ويحتجّ على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وجاءت الفعالية، التي حظيت بمشاركة عدة جهات سياسية ومؤسسات مجتمعية وعلى رأسها "جمعية أنصار فلسطين"، في ذكرى استشهاد المهندس التونسي محمد الزواري، الذي دعم بخبراته التقنية المقاومة في غزة، مما أعطى للوقفة بُعداً رمزياً وتأبينياً.
وتحول الحدث إلى منصة شاملة للرفض، حيث شمل تنظيم معرض للصور وأنشطة داعمة لفلسطين. ولفت انتباه الحشود جناح خاص حمل عنوان "لا للتطبيع"، لقي ترحيباً واسعاً، وتجمهر أمامه المشاركون في مظاهرة مصغّرة هتفوا خلالها بشعارات تندد بالتطبيع مع إسرائيل وتجريم جرائمها.
غضب عربي-فرنسي
على بعد آلاف الكيلومترات من صفاقس، وفي قلب العاصمة الفرنسية باريس، احتشد العشرات في مظاهرة كبيرة نظمتها مجموعات عربية وفرنسية عند "نافورة الأبرياء" القريبة من محطة شاتليه، احتجاجاً على نهج وسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في المنطقة.

ورفع المتظاهرون، الذين اعتبروا سياسات ترامب أشبه بـ"الملكية الديكتاتورية"، شعارات تطالب بوقف سياسة التطبيع مع "الكيان الصهيوني"، واعتبروا أن دعم إدارته السابقة لهذه السياسة جزء أساسي من المشكلة الفلسطينية وأزمة غزة.






واختار المنظمون موقع "نافورة الأبرياء" لرمزيتها التاريخية في التراث الثقافي الفرنسي بعصر النهضة، في خطوة رأى المشاركون أنها تحمل رسالة واضحة تعبّر عن الغضب الشعبي المتصاعد تجاه السياسات الأمريكية التي يُنظر إليها على أنها متحيزة للاحتلال. وأكد المنظمون أن باريس تشهد باستمرار تظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين وغزة
وهذه المظاهرة جاءت في سياق هذا الحراك المتواصل في أنحاء العالم على المستوي الجماهيري أو عى المستوي الدبلوماسي.







0 تعليق