أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن المسابقة العربية الأفريقية للبرمجيات لم تعد مجرد منافسة بين طلاب الجامعات، بل تحولت إلى منصة حقيقية لصناعة الكفاءات الرقمية، وقياس قدرات الشباب العرب والأفارقة على التعامل مع تحديات العصر التكنولوجي، في وقت باتت فيه البرمجة لغة أساسية للاقتصاد والمعرفة.
وخلال كلمته في ختام فعاليات المسابقة التي استضافتها محافظة الأقصر، أعرب رئيس الأكاديمية عن خالص شكره وتقديره لكافة الجهات الحكومية التي دعمت تنظيم البطولة، وعلى رأسها وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم العالي والبحث العلمي، ومحافظة الأقصر، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ.
وأكد أن هذا الدعم يعكس إدراك الدولة لأهمية المسابقة ودورها التنموي في إعداد جيل قادر على قيادة التحول الرقمي في المنطقة.
وأوضح عبد الغفار أن هذا الحدث يمثل تدشينًا لمرحلة جديدة، يلتقي فيها عمق التاريخ بعناصر المستقبل التكنولوجي، في صورة تعكس هوية مصر الحضارية وقدرتها على الجمع بين عراقة الماضي وآفاق الابتكار الحديثة.
وأضاف أن اختيار الأقصر، بما تحمله من إرث حضاري وإنساني فريد، يمنح البطولة بعدًا رمزيًا، حيث تتحول مدينة الآثار والمعابد إلى ساحة تنافس في عالم الأكواد والبرمجيات.
وأشار رئيس الأكاديمية إلى أن الأقصر، التي تضم بين جنباتها كنوزًا من العبقرية الهندسية التي صمدت آلاف السنين، أصبحت اليوم مسرحًا لمنافسات العقول الشابة، حيث يتنافس مئات الطلاب من مختلف الدول العربية والأفريقية في حل مشكلات برمجية معقدة تتطلب التفكير المنطقي، وسرعة البديهة، والعمل الجماعي.
وأكد أن هؤلاء الطلاب يمثلون المخزون البشري الحقيقي للمنطقة، والرصيد الأهم لبناء مستقبل قائم على المعرفة والابتكار.
وشدد عبد الغفار على أن الأكاديمية العربية تنظر إلى هذه البطولة باعتبارها ورشة عمل كبرى لصناعة الكفاءات الرقمية التي تحتاجها الدول العربية والأفريقية بشدة، خاصة في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالتحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات.
وأوضح أن الاستثمار في هذه العقول الشابة هو استثمار طويل الأمد، لا يمكن تقدير عوائده بالأرقام فقط، بل بما يحققه من استقلالية معرفية وقدرة على الابتكار.
وأكد رئيس الأكاديمية أن أحد الأهداف الجوهرية للمسابقة هو المساهمة في فك الارتباط بحالة التبعية التكنولوجية، من خلال إعداد كوادر قادرة على تطوير حلول محلية، وتصميم برمجيات تنافس عالميًا، وتلبية احتياجات المجتمعات العربية والأفريقية.
وأضاف أن البرمجة لم تعد مهارة تقنية محصورة في مجال معين، بل أصبحت أداة رئيسية للابتكار في كافة القطاعات، من الصناعة والتعليم إلى الصحة والخدمات الذكية.
وأوضح عبد الغفار أن أهمية المسابقة لا تقتصر على روح المنافسة، بل تمتد إلى دورها التقييمي والتقريري في قياس مستوى الكفاءات البرمجية لدى الطلاب، ورصد تطور مهاراتهم، ومدى قدرتهم على التفكير التحليلي وحل المشكلات.
وأشار إلى أن هذا التقييم يمثل قاعدة بيانات مهمة يمكن البناء عليها لتطوير المناهج التعليمية، وتعزيز الربط بين التعليم الأكاديمي واحتياجات سوق العمل.
واختتم رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري كلمته بالتأكيد على أن البرمجة هي لغة العصر ومفتاح الابتكار في مختلف المجالات، وأن دعم مثل هذه البطولات يمثل خطوة ضرورية نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتمكين الشباب من لعب دور محوري في رسم ملامح المستقبل التكنولوجي للمنطقة.







0 تعليق