كشف تقرير دي دي لعام 2025 عن تطور ملحوظ في اعتماد المصريين على خدمات النقل التشاركي، في مؤشر يعكس تحولات واضحة في أنماط التنقل داخل المدن وبينها.
التقرير، الذي يغطي الفترة من يناير إلى أكتوبر 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، يقدّم صورة رقمية دقيقة لحجم الاستخدام، واتساع قاعدة المستخدمين، وتنامي دور التكنولوجيا في تسهيل الحركة اليومية لملايين المواطنين.
وبحسب التقرير، استفاد ملايين المستخدمين في مصر من خدمات منصة دي دي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، مدفوعين بتوسّع نطاق التغطية الجغرافية، وإطلاق خدمات جديدة، وتحسين تجربة الاستخدام، وهو ما انعكس بشكل مباشر على زيادة عدد الرحلات اليومية ونشاط السائقين والركاب على حد سواء.
الأرقام الواردة في التقرير تشير إلى نمو بنسبة 39% في عدد الرحلات مقارنة بعام 2024، وهو معدل لافت يعكس ارتفاع الطلب على خدمات النقل التشاركي في ظل الزحام المروري وتغير أولويات المستخدمين.
كما سجّل عدد السائقين النشطين زيادة بنسبة 25%، مع متوسط نشاط بلغ 440 رحلة لكل سائق خلال فترة التقرير، ما يعكس اعتماد شريحة واسعة من السائقين على التطبيق كمصدر دخل منتظم.
في المقابل، ارتفع عدد الركاب النشطين بنسبة 18%، بمتوسط 42 رحلة لكل راكب، وهو مؤشر على تحوّل التطبيق من كونه خيارًا عرضيًا إلى وسيلة تنقل أساسية لدى كثير من المستخدمين، سواء في التنقل اليومي للعمل أو في المشاوير الشخصية.
وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، جاءت القاهرة في صدارة المدن من حيث إجمالي عدد الرحلات، تلتها الإسكندرية ثم دمياط، ما يعكس استمرار التركّز السكاني والاقتصادي في هذه المناطق.
أما من حيث معدلات النمو، فقد تصدّر الساحل الشمالي القائمة، يليه نطاق القاهرة الكبرى ثم طنطا، في دلالة على اتساع الاعتماد على النقل التشاركي خارج النطاقات التقليدية للمدن الكبرى، خاصة خلال مواسم السفر والتنقل.
ويرصد التقرير أيضًا أن ذروة استخدام التطبيق كانت يوم الأربعاء من الساعة السادسة إلى السابعة مساءً، وهي فترة ترتبط عادة بانتهاء ساعات العمل وبداية التحركات الاجتماعية، ما يعكس أنماط استخدام واقعية ومتكررة.
كما بلغت إجمالي المسافة المقطوعة عبر رحلات دي دي في مصر نحو 1.3 مليار كيلومتر خلال فترة التقرير، وهو رقم يعكس الحجم الكبير لحركة التنقل المعتمدة على المنصة.
وفي تعليق له على نتائج التقرير، قال محمد حلمي، المتحدث الرسمي باسم دي دي مصر، إن تسهيل التنقل اليومي يظل في صميم عمل الشركة، سواء تعلق الأمر بالذهاب إلى العمل أو التنقل للقاء الأصدقاء.
وأوضح أن عام 2025 شهد نقل عدد أكبر من الركاب وفتح فرص دخل لعدد أوسع من السائقين مقارنة بأي وقت مضى، بالتزامن مع مرور أربع سنوات على انطلاق دي دي في السوق المصرية.
وخلال عام 2025، سجلت دي دي عددًا من الخطوات التشغيلية والتنظيمية التي ساهمت في هذا النمو. من أبرزها إطلاق خدمة باقات دي دي وفر DiDi Pass في القاهرة، والتي تتيح للمستخدمين شراء قسائم مدفوعة مسبقًا تبدأ من 25 جنيهًا، مع خصم ثابت على كل رحلة وإمكانية تحقيق وفر شهري يصل إلى 260 جنيهًا، في محاولة لتخفيف تكلفة التنقل المتكرر.
كما أطلقت الشركة خدمة دي دي كومفورت في كل من القاهرة والإسكندرية، لتوفير خيارات تنقل إضافية تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المستخدمين.
وعلى صعيد الاستدامة، أعلنت دي دي عن شراكة مع شركة ماستر جاس، بهدف تشجيع استخدام الغاز الطبيعي المضغوط بين السائقين، بما ينسجم مع التوجهات الحكومية لخفض الانبعاثات وتعزيز الاعتماد على مصادر طاقة أنظف.
وشهد العام أيضًا تنظيم فعالية بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق دي دي في مصر، جمعت السائقين والشركاء، إلى جانب الإعلان عن شراكة مجتمعية مع مؤسسة بهية لدعم محاربات سرطان الثدي خلال شهر رمضان، في إطار مبادرات المسؤولية المجتمعية.
وأوضح محمد حلمي أن دور دي دي لا يقتصر على توفير وسيلة نقل مريحة، بل يمتد إلى دعم المجتمعات المحلية وتعزيز الفرص الاقتصادية، مشيرًا إلى أن بيانات 2025 تعكس بوضوح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في تسهيل الحياة اليومية ودعم الاقتصاد المحلي.
ويُشار إلى أن التقرير يعتمد على تعريف السائقين والركاب النشطين باعتبارهم الأفراد الذين أتمّوا رحلة واحدة على الأقل خلال الفترة المحددة، مع احتساب معدلات النمو الشهرية مقارنة بالشهر السابق مباشرة، ما يمنح البيانات قدرًا عاليًا من الدقة والموضوعية في قراءة اتجاهات سوق النقل التشاركي في مصر.







0 تعليق