أيام تفصلنا عن نهاية عام 2025 وبداية عام جديد، شهد العالم خلالها العديد من الأحداث من حروب وصراعات إلى ولادة سلام جديد، لكن يمكن أن نقول أن أبرز الأحداث التي تربعت على عرش الاهتمام العالمي هي غزة التي تحولت في خلال عامين إلى مدينة داخل احشاءها أطنان من الركام والمباني المدمرة، وإلى جانب غزة هناك أحداث أخرى أثرت بشكل كبير على المناخ السياسي والاقتصادي العالمي لعل أبرزها ليلة فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية ثانية في الولايات المتحدة الأمريكية.
فوز ترامب بعرش البيت الأبيض
منذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في يناير، استهدف الرئيس الجمهوري دونالد ترامب خصومه، ونشر الحرس الوطني في المدن التي تصوت للديمقراطيين، وعمل على ترهيب وسائل الإعلام، وحارب برامج التنوع والشمول.
وقف إطلاق النار في غزة
ومن واشنطن، نعود إلى غزة حيث تم الإعلان في أكتوبر الماضي التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بعد عامين من العملية العسكرية الإسرائيلية الغاشم على القطاع. حيث تم التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية إلى جانب قطر والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وإن كان هناك انتهاك من جانب تل أبيب لبنود الاتفاق ودعوات مصرية متكررة لضرورة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والانتقال إلى مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة.
تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل
شنت إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة، غارات على المنشآت النووية الإيرانية خلال حرب استمرت 12 يوماً في يونيو، وجاءت هذه الضربات في ظل استمرار الحرب في غزة وما تمخضت عنها من توترات إقليمية طالت عدد من الدول واحدثت تغيير في الخريطة الأمنية والسياسية للمنطقة وتشكيل تحالفات جديدة.
محادثات سلام بلا نتيجة بين روسيا وأوكرانيا
أدى وصول ترامب إلى البيت الأبيض إلى تنشيط الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي أشعلتها روسيا في عام 2022.
تذبذبت تعاطفات ترامب مراراً وتكراراً بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث تخشى كييف من إمكانية إجبارها على إبرام صفقة بشروط موسكو.
في فبراير، وبخ ترامب زيلينسكي في المكتب البيضاوي، متهمًا إياه بالمخاطرة بالحرب العالمية الثالثة وعدم احترام الشعب الأمريكي.
وبما أن المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا لم تسفر عن أي نتيجة، استضاف ترامب في أغسطس بوتين في قمة في ألاسكا انتهت مبكراً، مما دفع واشنطن إلى اتهام موسكو بعدم الجدية في إنهاء الحرب.
وفي وقت لاحق، فرض ترامب على روسيا أول حزمة عقوبات رئيسية له.
ومع ذلك، فقد جرت مفاوضات دولية في أواخر نوفمبر بناءً على مسودة خطة أمريكية، والتي اعتبرت كييف وحلفاؤها الأوروبيون النسخة الأولية منها مواتية إلى حد كبير لموسكو.
وفي الوقت نفسه، تقدمت القوات الروسية ببطء متكبدة خسائر بشرية ومالية هائلة لكلا الجانبين، وقامت بقصف المدن الأوكرانية بأعداد قياسية من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
حرب تجارية عالمية
فرض ترامب موجات من الرسوم الجمركية على الواردات وعلى صناعات بأكملها تعتبر استراتيجية - مثل الصلب والألومنيوم والنحاس - مما أدى إلى اندلاع نزاع تجاري هز الاقتصاد العالمي. وبينما كانت الدول المستهدفة تدرس أو تنفذ إجراءات انتقامية، أدت المفاوضات الصعبة إلى العديد من الاتفاقيات، بما في ذلك مع الاتحاد الأوروبي والصين.
بابا جديد للفاتيكان
أصبح روبرت فرانسيس بريفوست، البالغ من العمر 69 عامًا، أول بابا أمريكي في 8 مايو بعد وفاة سلفه فرانسيس، وأصبح البابا ليو الرابع عشر الرئيس رقم 267 للكنيسة الكاثوليكي.
انتفاضات جيل زد
ظهرت حركات جماهيرية يقودها الشباب دون سن الثلاثين في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية للنضال ضد تدني مستويات المعيشة والرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي وفساد النخب.
لقد حققوا نجاحاً متفاوتاً - ففي المغرب، على سبيل المثال، وعدت الحكومة بإجراء إصلاحات اجتماعية، لكن أكثر من 2000 متظاهر يواجهون الآن الملاحقة القضائية.
وفي بلدان أخرى، تحولت الاحتجاجات إلى تحدٍ أوسع للسلطة بعد قمعها بعنف، لكن رئيس الوزراء الماوي النيبالي كي بي شارما أولي، ورئيس مدغشقر أندري راجولينا أُجبرا على ترك منصبيهما.
سرقة متحف اللوفر
في 19 أكتوبر، استخدم لصوص يرتدون سترات عمال سلم أثاث للدخول إلى متحف اللوفر في باريس.
فرّوا على دراجات نارية حاملين مجوهرات ملكية تقدر قيمتها بـ 88 مليون يورو (102 مليون دولار).
أثارت عملية السرقة الجريئة ضجة إعلامية عالمية وأشعلت جدلاً حول الأمن في المتحف الأكثر زيارة في العالم.
تم توجيه الاتهام إلى ثلاثة رجال يشتبه في مشاركتهم في عملية السطو وسجنهم، لكن الكنوز المسروقة لم يتم استردادها.
ضربات أمريكية على فنزويلا
نشرت واشنطن وجوداً عسكرياً كبيراً قبالة سواحل أمريكا اللاتينية منذ أغسطس، وذلك رسمياً لمكافحة تهريب المخدرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.
تم تنفيذ أكثر من 20 غارة في الأسابيع الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ ضد سفن تقول الولايات المتحدة إنها مشتبه بها في نقل المخدرات، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
وتصر وزارة العدل الأمريكية على أن الضربات كانت "قانونية" ورفضت اتهامات مسؤول كبير في الأمم المتحدة بأنها كانت "خارجة عن نطاق القضاء".
أدت الحملة إلى تصعيد حاد في التوترات الإقليمية، لا سيما مع فنزويلا، التي تعتبر الهجمات ذريعة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو والاستيلاء على احتياطيات النفط في البلاد.
تتهم واشنطن مادورو برئاسة عصابة إجرامية، وتقدم السلطات الأمريكية مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
كوارث طبيعية تضرب العالم
شهدت العديد من الدول حول العالم فيضانات وعواصف مميتة، اجتاحت منطقة البحر الكاريبي والفلبين.
بحسب العلماء، أصبحت الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواتراً وأكثر فتكاً وتدميراً بسبب تغير المناخ الذي يغذيه النشاط البشري.
وتسبب إعصار ميليسا، أحد أقوى الأعاصير التي ضربت منطقة البحر الكاريبي على الإطلاق، في تدمير مناطق بأكملها من جامايكا وأغرق هايتي وكوبا.
في جنوب شرق آسيا، ضربت أعاصير راجاسا وكالميجي وفونغ وونغ الفلبين في غضون شهرين، بينما دمرت العواصف والفيضانات والانهيارات الأرضية فيتنام.
ارتفعت درجات الحرارة واشتدت حرائق الغابات في أوروبا، حيث تم حرق عدد قياسي من الهكتارات خلال فصل الصيف.
شهد الساحل الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط أسوأ حريق له منذ 50 عاماً.

















0 تعليق