يستعد توتنهام هوتسبير لاستقبال ليفربول على ملعبه في لندن في مواجهة تحمل الكثير من التعقيدات الفنية والنفسية، مع اقتراب عام 2025 من نهايته، وفي وقت تعود فيه مشكلات الفريق اللندني إلى الواجهة بقوة بعد الخسارة الثقيلة أمام نوتنغهام فورست. تلك النتيجة لم تكن مجرد تعثر عابر، بل أعادت فتح ملف التذبذب الذي يلاحق توتنهام منذ بداية الموسم، وأثار مخاوف جماهيره من تكرار سيناريو الموسم الماضي الذي كان من المفترض أن يتم تجاوزه.
ورغم أن توتنهام مر بفترة قصيرة من التحسن، حقق خلالها انتصارين متتاليين بعد سلسلة من النتائج السلبية، فإن الواقع يؤكد أن الفريق لم يحقق سوى فوز واحد في آخر سبع مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز. هذا التراجع يضع المدرب توماس فرانك تحت ضغط حقيقي، خاصة مع احتمالية دخول الفريق العام الجديد وهو قريب من مراكز الهبوط، وهو وضع مألوف بشكل مقلق لجماهير النادي.
التحدي يزداد صعوبة بالنظر إلى هوية الخصم، إذ يعد ليفربول من أكثر الفرق التي سببت معاناة لتوتنهام خلال السنوات الأخيرة، بغض النظر عن مستوى أي من الفريقين. فـ«الريدز» حققوا فوزًا واحدًا فقط لتوتنهام عليهم في الدوري خلال سبعة مواسم، بينما خسر السبيرز مواجهات متكررة ذهابًا وإيابًا في معظم تلك المواسم. الموسم الماضي كان شاهدًا صارخًا على هذا التفوق، بعدما سجل ليفربول 15 هدفًا في أربع مباريات أمام توتنهام بمختلف المسابقات.
ورغم أن ليفربول نفسه لا يعيش أفضل فتراته هذا الموسم، ومر بسلسلة نتائج سلبية بعد بداية قوية، فإن المؤشرات الفنية لا تزال تصب في مصلحته. الفريق يحتل مركزًا متقدمًا نسبيًا في ترتيب الدوري، ويملك قوة هجومية قادرة على استغلال أي أخطاء دفاعية، وهي نقطة ضعف واضحة في صفوف توتنهام. وحتى في ظل غياب محمد صلاح، تبدو الخيارات الهجومية المتاحة للمدرب قادرة على إحداث الفارق، خصوصًا أمام دفاع يعاني من فقدان الاستقرار والتركيز.

القلق داخل معسكر توتنهام لا يقتصر على النتائج فقط، بل يمتد إلى النهج التكتيكي المتوقع في المباراة. فهناك تساؤلات حول ما إذا كان توماس فرانك سيتجه إلى أسلوب أكثر تحفظًا لتعزيز الصلابة الدفاعية، ربما عبر تعديل شكل خط الوسط أو العودة إلى اللعب بثلاثة مدافعين، في محاولة لتقليل المساحات أمام هجوم ليفربول السريع. إلا أن هذه الحلول، وإن منحت بعض التوازن، قد تحد من القدرة الهجومية للفريق، وهو ما يضع المدرب أمام معادلة صعبة.
وتتضاعف أهمية هذه المواجهة بالنظر إلى جدول المباريات المقبل، حيث يواجه توتنهام خصومًا أقوياء في فترة قصيرة، ما يجعل أي نتيجة سلبية أمام ليفربول بداية محتملة لسلسلة جديدة من التعثرات. هذا السيناريو يثير تساؤلات جدية حول مدى قدرة المشروع الفني الحالي على الصمود، وحول ما إذا كان النادي قادرًا فعليًا على تصحيح المسار قبل أن تتفاقم الأزمة.
في المقابل، يسعى ليفربول إلى استغلال حالة عدم الاستقرار لدى منافسه، من أجل تعزيز موقعه في جدول الترتيب وإنهاء العام بنتيجة إيجابية تعيد بعض الثقة لجماهيره. ومع سجل تهديفي قوي أمام توتنهام، وتاريخ حديث يميل بشكل واضح لصالحه، يدخل الفريق المباراة بأفضلية نفسية واضحة، حتى وإن لم يكن في أفضل حالاته الفنية.
وبين ضغوط توتنهام المتزايدة وطموح ليفربول في تأكيد تفوقه، تبدو المواجهة مرشحة لأن تكون كاشفة لحقيقة وضع الفريقين مع نهاية عام 2025، ومؤشرًا مهمًا لما قد يحمله النصف الثاني من الموسم لكلا الناديين.


















0 تعليق