دخلت مجموعة العربي مرحلة جديدة في مسيرتها الصناعية، بعدما أعلنت رسميًا إنهاء جميع التعاقدات الصناعية والتجارية مع علامة توشيبا للأجهزة المنزلية بنهاية عام 2025، في خطوة وصفتها المجموعة بأنها جزء من إعادة هيكلة طبيعية لعلاقات الشراكة الدولية، وليست انسحابًا أو تراجعًا عن السوق، بل إعادة تموضع نحو توسع أوسع وشراكات أكثر تنوعًا.

الإعلان جاء خلال مؤتمر صحفي موسع عقدته المجموعة الإثنين الماضي، بحضور المهندس إبراهيم العربي رئيس مجلس الإدارة، والمهندس محمد محمود العربي الرئيس التنفيذي للمجموعة، إلى جانب قيادات دولية تمثل شركاء العربي الجدد والحاليين، من بينهم سوجاهارو نائب رئيس شركة شارب اليابانية، ورئيس شركة لاجيرمانيا الإيطالية، وممثلون عن شركات هيلر الألمانية، وهوفر الإيطالية، وهيتاشي اليابانية، وTCL الصينية.

وخلال المؤتمر، كشفت مجموعة العربي عن حزمة استثمارات وشراكات صناعية جديدة تقترب قيمتها من نصف مليار دولار، تستهدف تصنيع الأجهزة المنزلية والإلكترونية ومكوناتها داخل مصر، بالتعاون مع عدد من كبرى الشركات العالمية، إلى جانب الاعتماد على العلامات التجارية المملوكة للمجموعة، وعلى رأسها تورنيدو المصرية، وكاجيتو اليابانية، وهيلر الألمانية.

وأكد المهندس محمد العربي أن قرار إنهاء التعاقدات مع توشيبا لا يعني التخلي عن العملاء أو المنتجات الموجودة في السوق، مشددًا على التزام المجموعة الكامل بتقديم خدمات ما بعد البيع لجميع المنتجات التي تحمل ضمان العربي، موضحًا أن الوفاء تجاه المستهلك يظل قيمة أساسية لا تخضع لتغير الشراكات أو تطور الاستثمارات.

وقال العربي إن المجموعة حافظت على مدار تاريخها على علاقات قوية ومهنية قائمة على الثقة المتبادلة مع شركائها حول العالم، مؤكدًا أن نجاح العربي لم يكن يومًا مرتبطًا بعلامة تجارية واحدة، بل برؤية صناعية واضحة وقدرات إنتاجية متراكمة وثقة ممتدة من السوق المصري .

استعرض الرئيس التنفيذي للمجموعة أحد أبرز أصول العربي الاستراتيجية، وهو مركز البحوث والتطوير الذي وصفه بالأكبر في الشرق الأوسط، باستثمارات تجاوزت 3 مليارات جنيه، ويختص بتصميم وتطوير الأجهزة المنزلية والإلكترونية، بما يمنح المجموعة استقلالية أكبر في الابتكار والتصنيع، ويعزز قدرتها على المنافسة محليًا وعالميًا.

وأوضح العربي أن السنوات الخمس الماضية شهدت نموًا ملحوظًا على مستوى التوسع الصناعي والاستثماري، مدفوعًا بدخول شراكات دولية جديدة واتفاقيات إنتاج مشترك، شملت التعاون مع شارب اليابانية، ولاجيرمانيا وهوفر الإيطاليتين، وهيلر الألمانية، وهيتاشي اليابانية، وTCL الصينية، لإنتاج وتصنيع الأجهزة المنزلية ومكوناتها داخل السوق المصري.

ولم تقتصر الاستثمارات الجديدة على الأجهزة النهائية فقط، بل امتدت إلى الصناعات المغذية، حيث كشفت المجموعة عن شراكات مع شركات عالمية متخصصة، من بينها ريتشي التايوانية، إحدى أكبر الشركات المصنعة للكباسات في العالم، وتويوتشي اليابانية لتصنيع الزجاج بمختلف أنواعه، وشين استيل الكورية لتشريح وتقطيع الصاج، ونيكس الكورية لتصنيع مبخرات الثلاجات والديب فريزر، إضافة إلى شركة كور لتصنيع وتجميع مواتير الغسالات.

وبحسب تصريحات الإدارة التنفيذية، تستهدف هذه التوسعات تعزيز الاعتماد على المكون المحلي، وتقليل فاتورة الاستيراد، ورفع تنافسية المنتج المصري، مع التوجه بقوة نحو التصدير إلى أسواق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، في إطار استراتيجية تعتمد على جعل مصر مركزًا إقليميًا للتصنيع والتجميع.

ويعكس هذا التحول، بحسب مراقبين، تغيرًا في فلسفة الشراكات الصناعية داخل السوق المصري، حيث لم تعد العلاقة محصورة في علامة واحدة أو سوق واحد، بل تقوم على تنويع الشركاء، ونقل التكنولوجيا، وبناء قاعدة صناعية قادرة على الصمود أمام التغيرات العالمية.

منذ الإثنين الماضي، لم يكن إعلان العربي مجرد خبر عن انتهاء تعاقد، بل كان بمثابة رسالة واضحة بأن المجموعة تعيد رسم خريطة وجودها الصناعي، مستندة إلى خبرة ممتدة، واستثمارات ضخمة، ورؤية تستهدف المستقبل، في وقت يشهد فيه قطاع الأجهزة المنزلية تحولات عميقة على المستويين الإقليمي والدولي.