"النوبات القلبية" العدو الصامت.. ما سر ارتفاع معدلات الوفاة بين الشباب؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم أن نتائج فحوصات الدم الروتينية قد تُظهر مستويات طبيعية للكوليسترول، فإن أمراض القلب ما زالت تحتل صدارة أسباب الوفاة عالميًا، ولم تعد حكرًا على كبار السن. 

وباتت النوبات القلبية تصيب شبابًا في العشرينات والثلاثينات، في ظاهرة تثير تساؤلات واسعة حول مدى كفاية التحاليل التقليدية في تقييم صحة القلب، وحول الأسباب الخفية التي قد تؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة دون إنذارات واضحة.

ويؤكد الخبراء أن الاعتماد على الأرقام المجردة للكوليسترول قد يمنح شعورًا زائفًا بالأمان، بينما تكون التغيرات المرضية قد بدأت بالفعل داخل الشرايين.

 

نوعية الكوليسترول لا تقل خطورة عن كميته

تركز التحاليل الشائعة غالبًا على قياس نسبة الكوليسترول الضار المعروف بـ LDL، لكنها لا تكشف طبيعة هذه الجزيئات، فبعض الأشخاص يمتلكون جزيئات صغيرة وكثيفة من الكوليسترول الضار، وهي أكثر قدرة على اختراق جدران الشرايين والتسبب في تلفها، كما تسهم بشكل أسرع في تراكم اللويحات الدهنية، ما يزيد احتمالات انسداد الشرايين حتى مع بقاء مستويات LDL ضمن المعدلات الطبيعية.

هذا الخلل غير المرئي يجعل القلب عرضة للخطر دون أن يظهر ذلك في نتائج التحاليل المعتادة.

 

مقاومة الإنسولين.. العدو الصامت للقلب

تلعب مقاومة الإنسولين دورًا محوريًا في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، خاصة لدى من يعانون السمنة البطنية أو مقدمات السكري أو السكري من النوع الثاني، حيث إن هذه الحالات تؤدي إلى التهابات مزمنة داخل الجسم، وتُحدث تلفًا تدريجيًا في بطانة الأوعية الدموية، ما يسرّع عملية تصلب الشرايين حتى في غياب ارتفاع الكوليسترول.

كما أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يساهم في تضييق الشرايين وزيادة ترسب اللويحات، وهو ما يرفع احتمالات النوبات القلبية بشكل غير مباشر.

 

البروتين الدهني أ.. عامل وراثي خارج الحسابات

من بين أخطر عوامل الخطر التي لا تظهر في تحاليل الدهون التقليدية، يبرز البروتين الدهني أ، وهو عامل وراثي يرتبط بزيادة كبيرة في احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهذا البروتين قد يبدأ تأثيره الضار في سن مبكرة، حيث يبدأ تراكم اللويحات داخل الشرايين منذ العشرينات أو الثلاثينات، دون أن يشعر المصاب بأي أعراض واضحة، ووبالتالي، فإن تقريرًا طبيًا يشير إلى «كوليسترول طبيعي» لا يعني بالضرورة أن القلب في مأمن.

 

عوامل خطر لا علاقة لها بالكوليسترول

لا تتوقف أسباب النوبات القلبية عند الدهون فقط، فهناك عوامل أخرى تلعب دورًا بالغ الخطورة، من بينها التدخين وارتفاع ضغط الدم والتوتر المزمن وقلة النوم وضعف النشاط البدني، كما أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات المكررة قد تُحدث اضطرابات أيضية تزيد العبء على القلب، حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون ارتفاعًا في الكوليسترول، وهذه العوامل مجتمعة قد تكون كافية لإحداث نوبة قلبية مفاجئة دون سابق إنذار.

 

لماذا لا تكفي تحاليل الكوليسترول وحدها؟

يشدد الأطباء على أن تقييم صحة القلب يتطلب نظرة شاملة تتجاوز الأرقام التقليدية، وتشمل الفحص المبكر، وتحليل نمط الحياة، وتقدير التاريخ الوراثي، إلى جانب تقييم ضغط الدم ومستويات السكر ومؤشرات الالتهاب، حيث تبني نمط حياة صحي منذ سن مبكرة لم يعد خيارًا، بل ضرورة حقيقية، لأن الوقاية المبكرة قد تصنع الفارق بين قلب سليم ونوبة قلبية صامتة قد تكون قاتلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق