كيف نحقق مقام المراقبة ونتدارك الذنوب فور وقوعها؟.. خالد الجندي يوضح

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن النبي صلى الله عليه وسلم ربّى الأمة على مقام عظيم من مقامات الإيمان وهو مقام المراقبة، موضحًا أن هذا المقام يتجلى بوضوح في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت»، أي في أي مكان وزمان، في السر والعلن، داخل البلاد وخارجها، فالتقوى ليست مرتبطة بوجود الناس أو غيابهم، وإنما باستحضار نظر الله عز وجل الدائم إلى العبد، مؤكدًا أن هذه الوصية النبوية تختصر معنى المراقبة الحقيقي، وهو أن يعيش الإنسان وهو يشعر أن الله مطّلع عليه في كل أحواله.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "DMC" اليوم الثلاثاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واقعيًا في تربيته للناس، فلم يقل لهم إنهم لن يخطئوا، بل قرر حقيقة إنسانية واضحة بقوله «كل ابن آدم خطاء»، موضحًا أن الوقوع في الذنب أمر وارد على كل البشر، لكن الخطورة الحقيقية تكمن في تأخير التوبة أو التسويف فيها، لأن الذنب إذا لم يُعالج فورًا تراكم على القلب وأثقل الروح.

وبيّن الشيخ خالد الجندي أن توجيه النبي صلى الله عليه وسلم «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» يحمل علاجًا عمليًا مباشرًا، ومعناه أن الإنسان إذا وقع في سيئة فعليه ألا يؤجل، بل يبادر فورًا بعمل صالح يمحو أثرها، ضاربًا مثالًا بمن يجلس في مجلس فينساق دون انتباه إلى ذكر إنسان بسوء، موضحًا أن العلاج النبوي هنا أن يترك هذا المجلس فورًا ويُتبع ما حدث بصدقة أو عمل خير خالص لله سبحانه وتعالى، لأن الحسنة إذا جاءت مباشرة بعد السيئة تمحو أثرها، أما تأجيل التوبة فيؤدي إلى تراكم الذنوب وتكلسها على القلب، وهو ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا في ختام الحديث بقوله «وخالق الناس بخلق حسن» أن كمال المراقبة لا يكتمل إلا بحسن الخلق، لأن الأخلاق هي الترجمة العملية الحقيقية لمراقبة العبد لربه.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق