الأمثال نتاج تجارب وأحداث يخرج الناس منها بحكمة يتذكرونها كلما مرت عليهم أحداث مشابهة. وفى العادة تجد هذه الحكمة بعيداً عن الحكاية التى هى أصل المثل. ومن تلك الأمثال «اللى ما عندوش كبير يشترى كبير» والكبير هنا «حكيم أو صاحب خبرة» يكون مرجعية للشخص لكى يسترشد به عندما تشتد عليه المشاكل ولا يجد مخرجاً، وللمثل حكاية.. يقال إنه فى آخر الزمان كان هناك ملك، كل أحكامه اعتباطية، وكان من عادة سلاطين هذا الزمان أنهم يصرفون الرجال عن خدمتهم عندما تصل أعمارهم إلى سن الخامسة والستين، هذا الملك كان مختلفاً.. إذ إنه كان يقوم بإعدامهم، وبعد وقت ليس بالبعيد وأثناء تفقده حصاد عاصفة.. شاهد أن شاباً من المزارعين يجلس من غير عمل ومنجلة إلى جواره، دنا منه الملك وسأله لماذا تجلس هكذا؟ فقال له الشاب كنت أكل بعض السنابل.. أليس من حق العامل أن يأكل مما جناه!! فرد عليه الملك من يحصد فى العاصفة لا يأكل إلا الهواء، ثم مكث الملك برهة من الوقت وقال من أين جئت بهذه الحكمة، فقال الشاب: يا مولاى عندما أمرت بقتل كل كبير فى المملكة أشفقت على والدى فخبأته.. فألجأ إليه كلما احتجت شيئاً، واليوم سألته عن حصاد العاصفة، وحكى لى عن أضرارها، فتجنبت مشاكلها دون أن أمتنع عن أوامر الملك، فقال الملك بعد أن تفرجت أساريره: فعلاً صحيح «اللى ما عندوش كبير يشترى كبير» وألغى حكمه بقتل كبار السن.