في تصعيد جديد يعصف بالهدنة الهشة بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت القوات الإسرائيلية مقتل قائد بارز في حماس بمدينة غزة، في ضربة وصفتها الحركة بأنها انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ما يزيد التوتر في الأراضي الفلسطينية.
استهدف الجيش الإسرائيلي قائد حماس لتعطيل جهود إعادة التسلح
أعلنت إسرائيل أن القائد رايد سعد، الذي شغل منصب مسؤول العمليات والإنتاج في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد قتل في ضربة دقيقة، مؤكدة أنه كان يعمل على إعادة تأسيس قدرات الحركة وتصنيع الأسلحة، وهو ما اعتبرته إسرائيل انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار، وكانت هذه الضربة الأكبر من نوعها في غزة منذ بدء الهدنة قبل شهرين.
بدورها، أكدت حماس أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت "مركبة مدنية غرب مدينة غزة" في خطوة وصفتها بأنها انتهاك صارخ للهدنة، ولم تحدد الحصيلة البشرية للضربة. وأكد خالد الحية، رئيس حماس، في بيان له وفاة رايد سعد مع آخرين، واصفا إياه بالقائد الكبير في المنظمة.
الرد الإسرائيلي يركز على القانون العسكري وعمليات المقاومة
صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي النقيب ناداف شوشاني بأن رايد سعد شارك بشكل مكثف في التخطيط لما وصفه ب "مجزرة السابع من أكتوبر"، وكان يقود جهود إعادة تسليح حماس للقيام بعمليات مشابهة.
وأكد شوشاني أن تصرفاته شكلت انتهاكا خطيرا لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن القضاء عليه جاء بدقة كجزء من الاتفاق الذي يهدف إلى منع استمرار أعمال الإرهاب من قبل الحركة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف رايد سعد في ضربة سابقة في يونيو 2024، ما يعكس متابعة مستمرة لعمليات قادة حماس في غزة.
الهدنة تواجه تحديات في المرحلة الثانية
تضغط إسرائيل على حماس للمضي في المرحلة الثانية من الهدنة، التي تشمل نظريا نزع سلاح الحركة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في غزة، وإنشاء قوة دولية لضمان الأمن.
لكن المرحلة الأولى للاتفاق شهدت صعوبات كبيرة في التنفيذ، حيث تضمن الاتفاق إطلاق سراح الرهائن من قبل حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى مناطق متفق عليها، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
واتهم كل طرف الآخر بعدم الالتزام بالاتفاق، حيث أشارت إسرائيل إلى تأخر حماس في إعادة جثث الرهائن، فيما أكدت حماس استمرار إغلاق المعابر وإطلاق النار اليومي على غزة.
الضربة الإسرائيلية تبررها قوات الدفاع ويدعمها القيادة
أكدت إسرائيل أن مقتل رايد سعد لم يكن انتهاكا للهدنة، لأن الاتفاق يسمح باستهداف من يشارك مباشرة في الإرهاب. وأصدر كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس بيانا مشتركا أكد أن الضربة جاءت ردا على تفجير عبوة ناسفة يوم السبت أصيب فيها جنود إسرائيليون في غزة، حيث كان الجيش قد أعلن إصابة جنديين بجروح طفيفة في العملية نفسها.
توضح التطورات الأخيرة أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس يواجه ضغوطا متزايدة، وأن أي خرق قد يؤدي إلى تصعيد جديد، وسط محاولات لإعادة تثبيت الاستقرار النسبي في القطاع.
















0 تعليق