في إطار تسليط الضوء على القطاعات الواعدة ودورها في إيجاد فرص جديدة للتشغيل والتمكين، افتتحت فعاليات اليوم الثاني من قمة المرأة المصرية 2025، التي انطلقت نسختها الرابعة برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بجلسة تفاعلية خُصصت لمناقشة «الابتكار الزراعي بين يد الشباب»، وفي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع الزراعي عالميًا، برزت الجلسة كمنصة حوارية تفاعلية ناقشت ملامح المستقبل الزراعي في مصر، والدور المتنامي للتكنولوجيا والبحث العلمي في تحقيق الاستدامة وتعزيز الأمن الغذائي.
وزير الزراعة يدعو طلاب الجامعات لزيارة المراكز البحثية الزراعية والمعامل المتطورة لاكتساب الخبرات
وركزت الجلسة على خطط وزارة الزراعة واستراتيجياتها المرتبطة بالزراعة الذكية، وسلاسل الإمداد، والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب استعراض الفرص النوعية التي يتيحها القطاع أمام الشباب في مجالات باتت تتقاطع بشكل مباشر مع البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة، والروبوتات، والتقنيات المتقدمة، وذلك بمشاركة ممثلين عن القطاع الحكومي، وشركات القطاع الخاص، وباحثين في مجالات الزراعة الحديثة.

وشارك في الجلسة كل من علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية ونائب رئيس مجلس إدارة شركة بيلكو، والمهندس حاتم العزاوي، العضو المنتدب لشركة بيكو الزراعية، والمهندس محمود عيسى، المدير العام لشركة Aydi لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما أدارت الجلسة السيدة نرمين الطاهري، عضو مجلس أمناء جامعة النيل.
أعلن علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن إطلاق مبادرة لفتح أبواب المراكز البحثية والمعامل التكنولوجية التابعة للوزارة أمام طلاب الجامعات والباحثين الشباب، لزيارتها واكتساب المزيد من الخبرات، والتعرف على ما تم بذله من جهود للتطوير، وفتح مجال أوسع لقدرات وطموحات الشباب من أجل تعزيز الابتكار الزراعي.
وأكد فاروق خلال مشاركته في ندوة "قمة تمكين الشباب في مجالات الـ STEM" التي استضافتها جامعة النيل، بحضور نخبة من كبار المستثمرين وممثلي الشركات الناشئة وطلاب التخصصات العلمية والتكنولوجية، كما شارك بالحضور أحمد كجوك وزير المالية، وعدد من الخبراء والعلماء، أن وزارة الزراعة هي "حاضنة للأفكار"، تسعد دائماً باستقبال الشباب، والاستفادة من طموحاتهم، وقدراتهم، مشدداً على أن هيكلة الوزارة الجديدة تضع تمكين الشباب وتحديث المعامل في مقدمة أولوياتها.
وفي لفتة داعمة للشباب، وجه وزير الزراعة دعوة مباشرة لطلاب الجامعات المصرية، وفي مقدمتهم طلاب جامعة النيل ليكونوا "نواة" لهذه المبادرة، لتنظيم زيارات علمية وميدانية مكثفة تشمل: المراكز البحثية والمعامل المتطورة للتعرف على أحدث تكنولوجيات استنباط البذور والتقاوي، معامل الحجر الزراعي والخدمات البيطرية للاطلاع على معايير الجودة وسلامة الغذاء، فضلا عن المزارع الكبرى والمشروعات القومية لاكتساب خبرات عملية في إدارة المساحات الشاسعة والميكنة الحديثة.

واستعرض الوزير جهود الوزارة في تحويل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي إلى فرص هائلة، حيث تشمل تلك التحديات: التغيرات المناخية، ندرة المياه، الملوحة، وتفتت الحيازة، وغيرها، لافتاً إلى جهود الوزارة في تعزيز التحول الرقمي، واستخدام التكنولوجيات الحديثة، والاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، فضلا عن تحويل كارت الفلاح إلى كارت بنكي متكامل، وإطلاق منصات الإرشاد الزراعي الرقمي، وقال إنه تم العمل أيضا على تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف والحرارة لتقليل الفجوة الإنتاجية.
علاء فاروق: القطاع الزراعي بات يعتمد كلياً على العلم والتكنولوجيا ما يفتح آفاقاً واسعة لريادة الأعمال
وأكد وزير الزراعة، على أن الدولة المصرية قد اتخذت العديد من الإجراءات للتيسير على المستثمرين وتشجيعهم، وتحسين مناخ الاستثمار، وذلك بإعتبار القطاع الخاص هو شريك أساسي لتحقيق التنمية.
ووجه الوزير رسالة طمأنة للشركات الناشئة والمستثمرين المتواجدين بالندوة، مؤكداً أن القطاع الزراعي بات يعتمد كلياً على العلم والتكنولوجيا، مما يفتح آفاقاً واسعة لريادة الأعمال في المجالات المتعلقة بالقطاع، وتشجع الابتكار الزراعي، مشددا على أن الدولة تدعم أفكار الشباب، وأن أبواب المراكز البحثية مفتوحة لتحويل مشاريع الشباب إلى واقع ملموس يخدم الأمن القومي الغذائي المصري.
قمة المرأة المصرية 2025
وانطلقت السبت فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بمشاركة رفيعة المستوى ضمت وزراء التخطيط، والمالية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والعمل، إلى جانب عدد من السفراء ورؤساء مؤسسات دولية، ورؤساء 28 جامعة مصرية وأجنبية.
وشهدت القمة حضورًا واسعًا تجاوز 6 آلاف مشارك من الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع السياسات، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والسفراء، وقيادات المؤسسات العامة والخاصة، وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات، وقيادات نسائية من مصر والدول العربية والأفريقية، فضلًا عن وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، في خطوة تستهدف تأسيس أول جسر عملي يربط بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والجهات الدولية، لتمكين الشباب والمرأة من استشراف وظائف المستقبل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.
وتنعقد القمة، التي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وبمشاركة فاعلة من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بمقر جامعة النيل الأهلية على مدار يومين، وسط تركيز خاص على التحولات الجذرية التي تشهدها سوق العمل عالميًا، في ظل التسارع غير المسبوق للتطور التكنولوجي وتغير أنماط الإنتاج، بما أعاد صياغة معايير النجاح لتتجاوز التحصيل الأكاديمي إلى امتلاك المهارات التطبيقية والقدرة على التفكير النقدي والتكيف مع المتغيرات.
وتركز القمة على ثلاثة محاور رئيسية، يتصدرها المحور الرئيسي المنعقد بحضور الوزراء وكبار المسؤولين، إلى جانب جلسات وورش عمل متخصصة يشارك فيها نحو 100 متحدث من مصر ودول الخليج، وممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الدولية، لمناقشة رؤية سوق العمل والمهارات المطلوبة والفرص المتاحة أمام الخريجين خلال السنوات المقبلة.
وشهدت القمة توقيع شراكة استراتيجية مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تستهدف تحويل القمة إلى برنامج طويل الأجل لدعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال، وتوفير مسارات تمويل بديلة خارج الإطار المصرفي التقليدي، بما يفتح آفاقًا أوسع أمام الأفكار الابتكارية والمشروعات الناشئة.














0 تعليق