في خطوة جديدة تعكس التحولات الكبرى داخل صناعة الألعاب، أعلن استوديو Compulsion Games رسميًا أن لعبة الأكشن والمغامرات South of Midnight ستصل إلى منصتي PlayStation 5 وNintendo Switch 2 خلال ربيع عام 2026، بعد أن كانت حصرية على أجهزة Xbox والحاسب الشخصي منذ إطلاقها الأول. الإعلان، الذي نُشر عبر حساب الاستوديو على منصة X، يؤكد استمرار توجه مايكروسوفت نحو توسيع نطاق ألعابها خارج منظومة إكس بوكس التقليدية.
لعبة South of Midnight، وهي لعبة أكشن ومغامرات من منظور الشخص الثالث، صدرت في أبريل 2025 كإحدى العناوين الحصرية لمايكروسوفت على Xbox وPC. ومع ذلك، فإن هذا الحاجز لم يستمر طويلًا، إذ تنضم اللعبة الآن إلى قائمة متزايدة من عناوين الطرف الأول التي تشق طريقها إلى منصات المنافسين، في إطار استراتيجية جديدة تضع البرمجيات والألعاب في صدارة الأولويات، بدلًا من التركيز الحصري على العتاد.
وتتميز South of Midnight بأسلوب فني وسردي مختلف، إذ تستلهم عالمها من الفولكلور الشعبي للجنوب الأمريكي، مقدمة تجربة تجمع بين المنصات والحركة والقتال الممزوج بالسحر. هذا المزيج غير التقليدي منح اللعبة هوية خاصة داخل سوق مزدحم بعناوين الأكشن، وساعدها على نيل استقبال إيجابي من النقاد واللاعبين عند صدورها. كثيرون أشادوا بالأجواء الغامضة، والتصميم الفني، وطريقة دمج الأساطير الشعبية في عالم اللعبة وسردها.
وعلى مستوى أسلوب اللعب، تعتمد South of Midnight على مزيج متوازن بين القفز وحل الألغاز والمواجهات القتالية التي تستخدم قدرات سحرية فريدة. هذا التنوع جعل التجربة جذابة لشريحة واسعة من اللاعبين، خاصة أولئك الباحثين عن ألعاب مغامرات تحمل طابعًا قصصيًا واضحًا، ولا تكتفي بالاعتماد على الأكشن فقط. ومن المتوقع أن تلقى هذه العناصر صدى أكبر عند وصول اللعبة إلى PlayStation 5 وSwitch 2، نظرًا للقاعدة الجماهيرية الكبيرة على هاتين المنصتين.
عند إطلاقها الأول، استفادت South of Midnight من وجودها على خدمة Game Pass، ما أتاح لها الوصول إلى جمهور واسع منذ اليوم الأول، إلى جانب إصدارها على الحاسب الشخصي. ورغم أن هذه الخطوة ساعدت اللعبة على تحقيق انتشار جيد، فإن انتقالها إلى منصات إضافية يفتح الباب أمام شريحة أكبر من اللاعبين الذين لم تتح لهم فرصة تجربتها سابقًا. وجود اللعبة على بلايستيشن وسويتش من شأنه أن يعزز حضورها التجاري والإعلامي، ويمنحها عمرًا أطول في سوق الألعاب.
هذا القرار لا يأتي بمعزل عن سياق أوسع داخل مايكروسوفت. فخلال العامين الماضيين، أعادت الشركة صياغة هوية علامة Xbox، مع تركيز أقل على بيع الأجهزة، واهتمام أكبر بنشر الألعاب والخدمات عبر أكبر عدد ممكن من المنصات. وقد بدأت هذه السياسة بشكل تدريجي في عام 2024، عندما نقلت مايكروسوفت ألعابًا مثل Pentiment وHi-Fi Rush وSea of Thieves إلى منصات منافسة، لاختبار ردود فعل اللاعبين والسوق.
ومع نجاح تلك التجارب، بات من الواضح أن مايكروسوفت ماضية في هذا الاتجاه بثقة أكبر. عناوين ضخمة مثل Indiana Jones and the Great Circle، وحتى سلاسل أيقونية مثل Halo، باتت مرشحة للظهور على منصات غير إكس بوكس، في تحول كان يُعد قبل سنوات قليلة أمرًا شبه مستحيل. ويبدو أن وصول South of Midnight إلى PlayStation 5 وSwitch 2 يأتي ضمن هذه الرؤية طويلة الأمد، التي تهدف إلى جعل ألعاب مايكروسوفت متاحة في كل مكان.
بالنسبة للاعبين، يمثل هذا التوجه مكسبًا واضحًا، إذ يتيح لهم الوصول إلى تجارب مميزة دون الارتباط بمنصة بعينها. أما بالنسبة لصناعة الألعاب ككل، فهو يعكس مرحلة جديدة تتراجع فيها فكرة “الحصرية الصارمة”، لصالح نماذج توزيع أكثر انفتاحًا. ومع اقتراب ربيع 2026، يترقب جمهور بلايستيشن ونينتندو فرصة خوض مغامرة South of Midnight، واستكشاف عالمها الغامض المستوحى من أساطير الجنوب، في واحدة من أبرز الألعاب التي تكسر حدود المنصات في الجيل الحالي.














0 تعليق