النصر.. أسرار أعظم سور القرآن الكريم

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم قصرها، تظل سورة النصر من أعظم سور القرآن الكريم، تحمل بين آياتها الثلاث معانٍ عظيمة وفضائل كثيرة، فهي شهادة على وعد الله بالنصر للمؤمنين، وتدل على انتهاء مهمة النبي محمد ﷺ، بما تحمله من تبشير بالفتح والتمكين.


 لماذا تُسمى سورة النصر؟

ورد عن العلماء والمفسرين أن سورة النصر لها عدة أسماء:

إذا جاء نصر الله والفتح: الاسم مأخوذ من أول آية في السورة.

سورة التوديع: لأنها آخر سورة نزلت على النبي ﷺ، وتنبئ بقرب وفاته ووداعه للأمة.

سورة الفتح: لارتباطها بفتح مكة، النصر المبين الذي أكرم الله به نبيه وأصحابه.


وأوضحت الروايات أن سبب نزولها مرتبط بفترة الحجّة الوداعية، أو بعد غزوة حُنين، أو بعد غزوة خيبر، حيث بشر الله رسوله ﷺ بالفتح، وكان ذلك بداية مرحلة جديدة للدعوة الإسلامية وتنظيم الدولة على أسس العدل والتقوى.


 أسرار السورة ومراد الله فيها

تؤكد السورة على أن النصر لا يكون بالجهد البشري وحده، بل هو تمكين من الله، يشترط معه التسبيح والاستغفار، ليكون الفتح المبين سببًا في الإقبال على الله والاعتراف بفضله.

كما تحمل السورة وعدًا للمستضعفين بأن الله سيمكّن لهم الأرض بعد أهلها، جزاء صبرهم وثباتهم على الدين، وتوضح أن الابتلاء والتمحيص جزء من سنة الله في الأرض والرسل.


 

 قصة فتح مكة في ضوء سورة النصر

تحكي السورة أيضًا عن فتح مكة، حيث دخل النبي ﷺ وأصحابه المدينة المقدسة بلا قتال، وكُسرت الأصنام حول الكعبة، وأذن بلال فوقها، واحتفل المسلمون بالنصر المبين، وتمت المساواة بين المهاجرين والأنصار، وبدأت مرحلة الدولة الإسلامية المنظمة، القائمة على أساس الدين والعدل، بعيدًا عن العصبية القبلية.


فضائل سورة النصر

ورد في فضل السورة عن بعض العلماء أن من قرأ “إذا جاء نصر الله والفتح” في نافلة أو فريضة، ينصره الله على أعدائه، وأن كتابه يوم القيامة يكون أمانًا له من النار، ويُفتح له في الدنيا أبواب الخير، كما أن تلاوتها سبع مرات عند كل صلاة تجعلها مقبولة أحسن قبول.

وقد أُشير إلى أن سورة النصر تعدل ربع القرآن، ونزلت على النبي ﷺ أيام التشريق، أي ثالث أيام عيد الأضحى، لتؤكد له خاتمة رسالته ووداعه للأمة في خطبة الوداع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق