يانغ يي: العلاقات الصينية العربية تمتد لألفي عام.. والعلماء العرب أسهموا في نهضة المعرفة الإنسانية
أكد يانغ يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، أن الحضارتين المصرية والصينية كان لهما فضل كبير على بدايات العصور التاريخية، مشيرًا إلى أن اختراع الكتابة وصناعة الورق أسهما في دفع الحركة الفكرية وتطور المعرفة الإنسانية على مستوى العالم، وأن ابتكارات مصر والصين في هذا المجال ستظل شاهدًا خالدًا على إسهامهما في خدمة البشرية
جاء ذلك خلال ندوة «تاريخ طباعة الورق في مصر والصين» التي حاضر فيها يانغ يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، والدكتورة سحر سالم، بمتحف الإسكندرية القومي حيث سلطت الندوة الضوء على الدور الحضاري المشترك لمصر والصين في تطور صناعة الورق والطباعة، وأثره العميق في مسيرة الحضارة الإنسانية.
وأوضح يانغ يي أن صناعة الورق والخزف انتقلت من الصين غربًا عبر طريق الحرير، مرورًا بالدول العربية، ثم إلى أوروبا. وفي الوقت نفسه، وبينما كانت الدول الأوروبية لا تزال خاضعة لهيمنة الفكر اللاهوتي، بدأ العرب في تطوير العلوم والثقافة، فأنشأوا الجامعات والمكتبات، وحققوا إنجازات بارزة في مجالات علم الفلك والتقويم والطب، وأسهموا في إعداد أعداد كبيرة من العلماء والكفاءات.
وأضاف أن هذه المعارف العربية انتقلت بدورها شرقًا عبر طريق الحرير ووصلت إلى الصين، ما يعكس عمق التبادل الثقافي والحضاري بين الشعبين العربي والصيني، ودورهما المشترك في نشر ثمار هذا التفاعل إلى مختلف أنحاء العالم، وتقديم إسهامات مهمة في تقدم وتطور الإنسانية.
وأشار القنصل الصيني إلى أن العلاقات بين الصين ومصر والدول العربية علاقات عريقة الجذور، تعود لأكثر من ألفي عام منذ طريق
لافتا انه تقرر قريبا أقامت احتفاليه قريبا بمناسبة مرور ٧٠ عاما علي العلاقات المصرية الصينيه وايصا سنقوم بعمل العديد من الفاعليات التى ترسخ مدى قوة العلاقه بين البلدين
الحرير القديم، لافتًا إلى أن السلام والانفتاح والتسامح والتعليم والمنفعة المتبادلة ظلت السمات الرئيسية للتواصل التاريخي بين الجانبين، مؤكدًا أن الحضارات تتقدم بتنوعها، فالصين تُعد أحد مهود الحضارات القديمة، كما تمثل المنطقة العربية ملتقىً للحضارات الإنسانية.
وتناول يانغ يي تاريخ الطباعة في الصين، موضحًا أن أسرة يوان أصدرت عملات ورقية طُبعت بكميات هائلة وانتشر تداولها على نطاق واسع، ما أسهم في تطور فن الطباعة. وكانت هذه العملات الورقية من أوائل المطبوعات الصينية التي شاهدها العرب والأوروبيون، الأمر الذي أثار إعجابهم بالثقافة الصينية آنذاك.
وأشار إلى أن عددًا من الرحالة والمبعوثين الأوروبيين زاروا الصين في تلك الفترة، من بينهم المبشر الفرنسي روبروك، الذي زار الصين بين عامي 1235 و1254م، ونقل إلى أوروبا أخبار استخدام الصينيين للعملات الورقية في المعاملات التجارية. كما أقام الرحالة الإيطالي ماركو بولو في الصين لأكثر من عشر سنوات خلال عهد أسرة يوان، وحمل معه عند عودته عملات ورقية، ودوّن في كتابه «الرحلات» وصفًا دقيقًا لها، وكان لذلك أثر مهم في نشأة الطباعة في أوروبا.
كما أوضح أن الحملات الصليبية، التي وقعت بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، أسهمت في تعزيز التواصل بين أوروبا وآسيا، حيث عاد الصليبيون من الشرق حاملين معهم العملات الورقية وأوراق اللعب والرسوم المطبوعة، مما ساعد أيضًا في ظهور فن الطباعة في أوروبا.
وفي أواخر القرن الرابع عشر وبدايات القرن الخامس عشر، بدأت تظهر في أوروبا مطبوعات ورقية منقوشة على ألواح خشبية، مثل أوراق اللعب واللوحات والكتب الدينية وكتب قواعد اللغة اللاتينية. ويُعد أقدم نموذج باقٍ من هذه المطبوعات لوحة «القديس كريستوفر» المطبوعة عام 1423 في جنوب ألمانيا، والتي جاءت مطابقة لطريقة الطباعة بالحفر على الخشب المستخدمة في الصين.
ومع منتصف القرن الخامس عشر، اخترع الألماني غوتنبرغ الطباعة بالحروف الرصاصية المتحركة، بعد نحو 400 عام من اختراع الصيني بي شينغ للطباعة بالحروف الطينية المتحركة، إلا أن اختراع غوتنبرغ حقق نجاحًا تجاريًا واسعًا في أوروبا.
أكدت الدكتورة سحر سالم، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، أن العلاقات المصرية-الصينية تمتد بجذورها إلى أعماق التاريخ، وتتسم بالقوة والتميز في مختلف المجالات.
وأوضحت أن هناك العديد من الشواهد التاريخية التي تعكس عمق هذا الترابط والتعاون الاستراتيجي الفعّال بين البلدين، والذي بدأ منذ أقدم العصور واستمر حتى العصر الحديث.
وأضافت أن مصر والصين قدّمتا إسهامات حضارية عظيمة للبشرية، مشيرة إلى أن التاريخ يُعد أبو العلوم الإنسانية، وأن للبلدين دورًا بارزًا في خدمة الإنسانية من خلال ابتكارات أساسية مثل فنون الكتابة والطباعة وصناعة الورق منذ فجر الحضارة.
وتطرقت الندوة إلى تأثر مصر المبكر بفن الطباعة الصيني، حيث عُثر عام 1880م في أطلال الفيوم على نحو خمسين مطبوعة منقوشة على ألواح خشبية بالحروف العربية القديمة، تضمنت أدعية إسلامية ورُقى وبقايا صفحات من القرآن الكريم، ويعود تاريخ هذه المطبوعات إلى ما بين عامي 900 و1350م، ويُعد أقدمها تقريبًا من أوائل القرن العاشر الميلادي
وفي ختام الندوة اهدت الدكتورة سحر سالم لوحه فنيين قديمه وملهمه لقنصل عام الصين كما قامت القنصل باهداءها درعا لها ودرع لمدير متحف الإسكندرية القومي


















0 تعليق