فى رحاب آية

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

قال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} (الإنسان: 12)

تُرسّخ هذه الآية الكريمة قيمةً عظيمة من قيم الإسلام، وهى الصبر، وتبيّن أن الله سبحانه جعل الصبر سببًا مباشرًا للفوز بالنعيم الأبدى، حيث يجازى الصابرين بالجنة وما فيها من تكريم وراحة، ومن ذلك لباس الحرير الذى يرمز إلى النعيم الكامل بعد مشقة الدنيا.

وقد أوضح المفسرون أن المقصود بالصبر فى الآية يشمل الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصيته، والصبر على ما يقدّره الله من ابتلاءات ومصاعب.

وبيّنوا أن هذا الجزاء العظيم جاء مقابل ما تحمّله المؤمنون من عناء فى سبيل الثبات على الحق، فكان الجزاء من جنس العمل، تعبٌ فى الدنيا ونعيمٌ دائم فى الآخرة.

ويتجلّى تطبيق هذه الآية فى حياتنا اليومية فى صبر المسلم على أداء العبادات والمحافظة عليها رغم الانشغال والضغوط، وصبره عن الوقوع فى الحرام مهما كثرت المغريات، واستقباله للابتلاءات بروح الرضا واليقين بوعد الله، دون جزع أو اعتراض.

كما تدعونا الآية إلى بناء شخصية متزنة قادرة على مواجهة الأزمات، فالصبر يمنح الإنسان قوة داخلية، ويُعينه على تجاوز المحن بثبات وأمل، وهى رسالة إيمانية تؤكد أن ما يفوّتُه المسلم بصبره فى الدنيا، يعوّضه الله عنه أضعافًا مضاعفة فى الآخرة، حيث الجنة والكرامة والنعيم المقيم.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق