أوضحت وزارة الأوقاف المصرية عبر منصتها الرقمية بموقع بحث جوجل العالمي، أن على الرغم من كثرة ما ورد في فضل شهر رجب إلا أنه لم يصح في فضل صيام شهر رجب بخصوصه شيء من الأحاديث قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديثٌ صحيحٌ يصلح للحجة". [تبيين العجب بما ورد في فضل رجب ص: ٢٣]
فضل شهر رجب
وقالت الأوقاف إن العلماء المحققين استنبطوا فضل شهر رجب وفضل الصيام فيه من نصوص ثابتة بطريق الإشارة والدلالة، ومن أدق هذه الاستنباطات ما أورده الحافظ ابن حجر العسقلاني تعليقًا على حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عند النسائي، حيث سأل النبي ﷺ: "لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنَ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟"، فقال ﷺ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ».
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: " فهذا فيه إشعار بأنَّ في رجب مشابهة برمضان وأن الناس يشتغلون من العبادة بما يشتغلون به في رمضان، ويغفلون عن نظير ذلك في شعبان؛ لذلك كان يصومه صلى الله عليه وآله وسلم، وفي تخصيصه ذلك بالصوم إشعار بفضل رجب، وأن ذلك كان من المعلوم المقرر لديهم". [تبيين العجب بما ورد في فضل رجب ص: ١٢]
وأضافت الأوقاف أن هذا يدل على أن شهر رجب كان موسمًا معروفًا للعبادة، لدرجة أن الناس كانوا ينشغلون به وبشهر رمضان، ويغفلون عن الشهر الذي بينهما وهو شهر شعبان.
وأكدت الأوقاف أن الصيام في شهر رجب داخل ضمن الأمر بالصيام في الأشهر الحرم على العموم لقوله «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثَةِ فَضَمَّهَا، ثُمَّ أَرْسَلَهَا» [أخرجه أبو داود في سننه].
وفي رواية «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ، وَصُمْ أَشْهُرَ الْحُرُمِ» [أخرجه ابن ماجة في سننه]
شهر رجب
يقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله: "(وَأَفْضَلُ الْأَشْهُرِ لِلصَّوْمِ) بَعْدَ رَمَضَانَ الْأَشْهُرُ (الْحُرُمُ) ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ لِخَبَرِ أَبِي دَاوُد وَغَيْرِهِ «صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ» وَإِنَّمَا أَمَرَ الْمُخَاطَبَ بِالتَّرْكِ لِأَنَّهُ كَانَ يَشُقُّ عَلَيْهِ إكْثَارُ الصَّوْمِ كَمَا جَاءَ التَّصْرِيحُ بِهِ فِي الْخَبَرِ أَمَّا مَنْ لَا يَشُقُّ عَلَيْهِ فَصَوْمُ جَمِيعِهَا لَهُ فَضِيلَةٌ (وَأَفْضَلُهَا الْمُحَرَّمُ) لِخَبَرِ مُسْلِمٍ «أَفْضَلُ الصَّوْمِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ» (ثُمَّ بَاقِيهَا) وَظَاهِرُهُ اسْتِوَاءُ الْبَقِيَّةِ وَالظَّاهِرُ تَقْدِيمُ رَجَبٍ خُرُوجًا مِنْ خِلَافِ مَنْ فَضَّلَهُ عَلَى الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ (ثُمَّ شَعْبَانُ)" [أسنى المطالب (١/ ٤٣٢، ٤٣٣ ط. دار الكتاب الإسلامي)]


















0 تعليق