استعرض مجمع إعلام قنا أهمية دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز صناعة الحرير، خلال ندوة موسعة أظهرت قدرة المجتمع المحلي على الحفاظ على الحرف التراثية وإعادة إحيائها بما يخدم التنمية المستدامة في المحافظة.
حيث عقد مجمع إعلام قنا، بالتعاون مع مؤسسة النداء، ندوة بعنوان "دور منظمات المجتمع المدني في دعم صناعة الحرير"، ضمن الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي للعمل الأهلي الضلع الثالث للتنمية تحت شعار "مجتمعنا مسؤوليتنا"، برعاية الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وبإشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة.
أقيمت الندوة بقاعة مجمع إعلام قنا، وأدارها الإعلامية سهير السيد عبدالرازق مسؤل برامج بالمجمع، وشارك فيها الإعلامي يوسف رجب مدير مجمع إعلام قنا، إلى جانب الدكتور علي ماهر مدير مشروعات بمؤسسة النداء، والدكتور حسام حارس أستاذ وقاية النباتات بمعهد البحوث الزراعية، بحضور خبراء صناعة الحرير ومسؤولي جمعيات وقيادات بالمؤسسات المختلفة.
أهمية توطين صناعة الحرير
أوضح الإعلامي يوسف محمد رجب مدير مجمع إعلام قنا أن الندوة جاءت في إطار توجيهات رئيس الجمهورية لتوطين صناعة الحرير في مصر، وتشجيع المواطنين على العودة لهذه الصناعة التي سجلت لمصر ريادة وتميزا تاريخيا، مضيفا أن الحملة الإعلامية "مجتمعنا مسؤوليتنا" تهدف إلى إحياء دور المواطن الفعلي في تنمية المجتمع ومساندة الوطن في كافة المجالات.
المشروعات التراثية ودعم الحرف التقليدية
عرض الدكتور علي ماهر مدير مشروعات بمؤسسة النداء قدرة محافظة قنا على الحفاظ على الحرف التراثية وتطويرها.
موضحا أن المحافظة تضم ورش الأرابيسك بقرية الجمالية، والتطعيم بالصدف بقرية الكلاحين، وصناعة الجلود بقرية الشعانية بمركز نجع حمادي، إضافة إلى الحرف القائمة بالفعل والتي تحتاج إلى دعم وتطوير.
وذكر ماهر أن صناعة الحرير كانت منتشرة بين الأسر بشكل طبيعي، وتطورت خلال عهد محمد علي، موضحا أن متوسط الإنتاج خلال آخر خمس سنوات تراوح بين 700 إلى 1000 كيلو جرام سنويا، بينما يبلغ متوسط الاستهلاك في مصر 400 طن سنويا، ويتم استيراد الفارق لتلبية احتياجات المصانع.
مشروع مركز نقادة لدعم المرأة والاقتصاد المحلي
أوضح ماهر أن مشروع مركز نقادة يمثل أول مشروع متكامل لصناعة الحرير المصري في محافظة قنا.
ويعكس دعما حقيقيا لتمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا، حيث يوفر فرص عمل مناسبة للثقافة والعادات المحلية ويسهم في تحسين دخل السيدات ودعم أسرهن.
وأضاف أن صناعة الحرير تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الحد من الفقر، وتوفير فرص عمل آمنة للمرأة، مما ينعكس إيجابا على استقرار الأسر وتنمية المجتمع المحلي.
مؤكدا على أهمية الحرف التراثية الأخرى مثل الفركة، التي سجلتها اليونسكو عام 2020، والتي كانت تعرف قديما بحرفة الستر لتوفير دخل للأسرة.
مميزات صناعة الحرير الطبيعي
أكد الدكتور حسام حارس أستاذ وقاية النباتات بمعهد البحوث الزراعية أن صناعة الحرير الطبيعي تعد من المواد الثمينة المستخدمة في الملابس الفاخرة والديكور والسجاد، مشيرا إلى سهولة تربية دود القز وانخفاض تكاليف الإنتاج.
وشرح حارس مراحل تربية دود القز بداية من البيض وحتى الشرنقة، موضحا ضرورة اختيار البيض من شركات وهيئات موثوقة للحصول على إنتاجية عالية، وتحضير البيئة المناسبة للتربية من حيث الحرارة والرطوبة، والحفاظ على نظافة مسكن الدود.
وأضاف أهمية تغذية دود القز على أوراق التوت الطازجة بعد تنظيفها وتقطيعها، وتقديمها في 3 إلى 4 وجبات يوميا مع زيادة الكمية مع نمو الدود، لضمان إنتاجية عالية من الحرير الطبيعي.
اختتمت الندوة بالتأكيد على أن صناعة الحرير ودعم الحرف التراثية تحتاج إلى تكاتف المجتمع المدني والمواطنين، وأن مجمع إعلام قنا يسعى دائما لتسليط الضوء على المبادرات التي تعزز من فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة.
0 تعليق