مع اقتراب فصل الشتاء، يلاحظ كثير من الأشخاص تغيّرًا في المزاج والطاقة، وقد يشعر البعض بالحزن أو الرغبة في الانعزال، لكن هل كل شعور بالحزن في الشتاء يعني أنك مصاب بالاكتئاب؟ الإجابة لا، فهناك فرق واضح بين الحزن الموسمي واكتئاب الشتاء أو ما يُعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD).
ما هو الحزن الموسمي؟
الحزن الموسمي، أو ما يعرف بكآبة الشتاء، هو شعور طبيعي مؤقت بالحزن أو التراجع النفسي يحدث لدى البعض خلال الأشهر الباردة وقلة ضوء النهار، قد يدفع هذا الشعور الشخص للبقاء في المنزل أكثر من المعتاد أو تقليل التواصل الاجتماعي، لكنه لا يمنع من الاستمتاع بالأنشطة اليومية المعتادة.
على سبيل المثال، قد تختار البقاء في المنزل لمشاهدة التلفاز أو ممارسة هواية مفضلة، مع شعور بسيط بالكسل أو الميل للانعزال، لكنك ما زلت قادرًا على القيام بمهامك العادية والتفاعل مع الآخرين عند الحاجة.
في كثير من الحالات، يرتبط هذا الشعور بتغير الطقس أو ضغوط خارجية محدودة، مثل فصل الأعياد أو انخفاض درجة الحرارة.
ما هو اكتئاب الشتاء أو الاضطراب العاطفي الموسمي؟
الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي هو حالة أكثر حدة من الحزن الموسمي، ويُصنف ضمن اضطرابات الاكتئاب المرتبطة بالفصول. يظهر عادةً في الخريف ويستمر طوال الشتاء، قبل أن يتحسن مع بداية الربيع.
ويختلف عن الحزن العابر في أن الشخص المصاب يفقد الاهتمام بالأنشطة اليومية تمامًا، وقد يرغب في الانعزال عن الحياة بشكل كامل. في هذه الحالة، قد لا يجد متعة حتى في الهوايات المفضلة، ويتراجع عن الالتزامات الاجتماعية أو العملية، ويعاني من أعراض إضافية تشمل:
فقدان الطاقة والشعور بالتعب المستمر.
تغيّر في النوم، عادة زيادة عدد ساعات النوم.
تغيّر الشهية وزيادة الرغبة في تناول الكربوهيدرات والسكريات.
شعور باليأس أو انعدام القيمة، وفي الحالات الشديدة قد تتطور أفكار انتحارية.
الاكتئاب الموسمي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل طبيب أو أخصائي نفسي، لأنه حالة يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب، مثل العلاج بالضوء، العلاج السلوكي المعرفي، الأدوية، ومكملات فيتامين د، إلى جانب اتباع استراتيجيات العناية الذاتية اليومية.
كيف يمكن التمييز بين الحزن الموسمي والاكتئاب الشتوي؟
يمكن التفريق بين الحالتين من خلال المدة والشدة والتأثير على الأداء اليومي:
الحزن الموسمي: مؤقت، معتدل، لا يؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي، يمكن التكيف معه مع القليل من الراحة أو الأنشطة المحببة.
الاكتئاب الشتوي: طويل الأمد خلال فصل الشتاء، شديد، يؤثر على العمل والدراسة والتفاعل الاجتماعي، يحتاج إلى علاج متخصص.
نصائح للتعامل مع الاكتئاب الموسمي
التعرض للضوء الطبيعي أو استخدام العلاج بالضوء لتعويض نقص أشعة الشمس.
ممارسة النشاط البدني بانتظام، حتى لو كان مشيًا يوميًا بسيطًا.
المحافظة على التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة لتقليل الانعزال.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل العناصر الغذائية الأساسية وفيتامين د.
تخطيط أنشطة ممتعة والالتزام بها لمنع الانغماس في الشعور السلبي.
اقرأ أيضًا

















0 تعليق