عقدت كوريا الجنوبية وروسيا محادثات نادرة حول الملف النووي لكوريا الشمالية، في ظل الجهود الدولية الجارية للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أفادت صحيفة "كوريا هيرالد"، اليوم الأحد.
وذكرت الصحيفة الكورية الجنوبية، أن مسؤولًا رفيع المستوى في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، معنيًا بالملف النووي لكوريا الشمالية، أجرى مؤخرًا زيارة سرية إلى موسكو، حيث التقى أوليج بورميستروف، سفير روسيا المتجول المكلف بالملف النووي لبيونج يانج.
ورغم تداول هذه المعلومات، امتنعت وزارة الخارجية في سول عن تأكيد عقد اللقاء أو الكشف عن تفاصيله.
تواصل محدود منذ نشر قوات كورية شمالية لدعم روسيا
وباستثناء اجتماع وزيري خارجية كوريا الجنوبية وروسيا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، لم تعقد أي لقاءات ثنائية معلنة بشأن قضايا كوريا الشمالية.
ويأتي هذا الجمود في التواصل عقب تأكيد جهاز الاستخبارات الوطنية الكوري الجنوبي أن بيونج يانج نشرت قوات لدعم روسيا في أكتوبر 2024.
وأشارت الصحيفة إلى أن سفير كوريا الجنوبية لدى روسيا، لي سوك باي، واصل إجراء اتصالات محدودة مع مسؤولي وزارة الخارجية الروسية عند الضرورة. ويعد لي خبيرًا في الشؤون الروسية، وقد عاد إلى منصبه الحالي في نوفمبر الماضي بعد أن شغل منصب سفير سول لدى موسكو بين عامي 2019 و2022.
وكان آخر اجتماع علني بشأن الملف النووي الكوري الشمالي قد عقد في فبراير 2024، حين التقى كيم جان، كبير المبعوثين النوويين الكوريين الجنوبيين آنذاك، أندريه رودينكو، نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون آسيا والمحيط الهادئ.
سيناريوهات ما بعد حرب أوكرانيا وإعادة ضبط العلاقات مع موسكو
وحظي الاجتماع الأخير باهتمام متزايد في ظل تكثيف إدارة الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج، بما في ذلك وزارة الخارجية، استعداداتها لمختلف السيناريوهات المحتملة مع سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد ينعكس مسار هذا الصراع على العلاقات بين سول وموسكو، وكذلك على فرص استئناف الحوار بين واشنطن وبيونج يانج.
وخلال إحاطتها السياسية لعام 2026، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن خطط لإعادة ضبط العلاقات مع روسيا تدريجيًا، والتعاون معها لتعزيز السلام في شبه الجزيرة الكورية في حال انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وأكدت الوزارة أنها ستواصل جهودها الدبلوماسية لوقف التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا، الذي ترى أنه ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، كما ستواصل حث موسكو على الاضطلاع بدور بناء في دعم السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
كما تعهدت سول بتكثيف وتوسيع نطاق التواصل الاستراتيجي مع الحكومة الروسية، مع مواصلة المشاورات لاستكشاف فرص التعاون التدريجي في المجالات غير الحساسة، في ظل القيود الحالية، بما في ذلك العقوبات المفروضة على روسيا.
وأوضح وزير الخارجية الكوري الجنوبي، تشو هيون، أن سيناريوهات ما بعد الحرب في أوكرانيا نوقشت خلال اجتماع مغلق عقد يوم الجمعة بحضور الرئيس لي جاي ميونج ووزير التوحيد تشونغ دونج يونج.
وقال تشو، خلال مؤتمر صحفي عقب إحاطة خطته الوزارية لعام 2026: "في ظل البيئة الدولية الصعبة، قدمنا تقريرًا حول كيفية توسيع هامش المناورة الدبلوماسية لكوريا الجنوبية، وناقشنا مسار المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والخطوات الواجب اتخاذها في حال انتهائها".
















0 تعليق