فاتحة خير
الأحد 14/ديسمبر/2025 - 07:57 م 12/14/2025 7:57:41 PM
تتولد أحيانًا داخل الإنسان كراهية مفاجئة ضد شخص آخر فى الحياة قد لا يعرفه أصلًا. فمثلًا أثناء ركوب المواصلات اصطدم أو داس على حذاء شخص بدون قصد طبعًا.. أو أثناء الوقوف فى أحد الطوابير اليومية المعتادة سواء لشراء تذكرة أو دفع فاتورة أو حتى الوقوف فى طابور العيش أمام المخبز.
بسبب أشياء قد تكون تافهة تجد انفجارًا ونظرات كراهية على الوجوه أو انفعالًا وصياحًا غاضبًا قد يصل إلى الاشتباك بالأيدى.
وبعد فض هذه الاشتباكات البسيطة من المحيطين أو الموجودين فى المكان
ينتهى كل شىء ويذهب كل شخص فى حال سبيله.. ليتذكر كل منهم الواقعة وهو لا يعرف الشخص الذى تشاجر واشتبك معه.
لكن فى حوادث قليلة ونادرة قد يصل الاشتباك العابر إلى ارتكاب جريمة قتل جرّاء الانفعالات الغاضبة.
أتذكر منذ سنوات ماضية أننى قرأت فى صفحة الحوادث بالصحف واقعة إطلاق نار من شخص ضد آخر فى المواصلات أثناء ركوب الأتوبيس داس المجنى عليه على حذاء الجانى ودفعه بدون قصد أو عمد.
وبدأت الخناقة تتطور حتى وصلت إلى أن أخرج الجانى سلاحه وأطلق النار على المجنى عليه وهو فى غضب وهياج شديد.
وطبيعى تم القبض عليه وإحالته إلى المحاكمة العاجلة لتحكم عليه المحكمة بالسجن سنوات طويلة.. وهنا فكرت فى هذا البائس عندما دخل السجن لقضاء العقوبة: ماذا قال لنفسه أولاً.. وللآخرين؟
هل قال إنه دخل السجن فى جريمة قتل إنسان لا يعرفه ولا توجد بينه خلافات أو مشاكل.. كان السبب إنما الغضب والانفعال وليد اللحظة.. وهل سأل نفسه هل القتيل لديه أولاد.. هل لديه زوجة؟
كما توجد الكراهية المسبقة وهى أن يكره الإنسان إنسانًا آخر بدون سبب واضح أو موقف مسبق، وكما يقولون أنا أكره فلان الفلانى.. لله فى لله.. وحاشا لله سبحانه وتعالى أن يذكر اسمه فى موضوع الكراهية وهو السلام.
إن الكراهية مرض نفسى خطير قبل أن تؤذى الآخرين.. قد تؤذى صاحبها.. فالأديان السماوية كلها تدعو للسلام والمحبة ولا تدعو للبغضاء كما قال الله سبحانه وتعالى فى سورة فصلت «ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم».
فالإنسان المتسامح يعيش حياته بسلام وقناعة ورضا يملأ قلبه، بينما الشخص الكاره للآخرين يعيش حالة من الاضطراب الذى يصل به فى بعض الأحيان أن يكره نفسه وتتحول حياته إلى جحيم له وللمحيطين به.. يصبح ناقمًا وحاقدًا وكارهًا للخير.
















0 تعليق