مع تسارع السباق التنافسي بين مزودي تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، كشفت شركة جارتنر عن قائمة الشركات التي تتصدر المنافسة في نحو 30 مجالاً متنوعًا من مجالات الذكاء الاصطناعي، موزعة على خمس فئات رئيسية تشمل البيانات والبنية التحتية، النماذج والوكلاء، الأمن السيبراني، الحلول، والقطاعات المختلفة.
وقال أنتوني برادلي، نائب رئيس المجموعة في جارتنر: "يتم تحديد تصنيف الشركة الرائدة استنادًا إلى منهجية شاملة تتضمن ستة معايير رئيسية، منها القدرات التقنية، التطبيقات العملية، حجم قاعدة العملاء المحتملة، نموذج الأعمال، الشراكات الاستراتيجية، والمنظومة التكنولوجية الأوسع لكل شركة".
وأضاف برادلي أن التقييم يتم عبر فرق من المحللين الخبراء الذين يعتمدون على بيانات جارتنر، ويتعاونون لتقديم رؤى تحليلية دقيقة، ويستند المحللون إلى مصادر متعددة، تشمل التفاعلات مع المستخدمين النهائيين والمزودين، مراجعات الأقران، البيانات المتاحة للعامة، والتحليلات الداخلية والاستقصاءات الميدانية.
وأكد أن تقييم جارتنر يتطور بوتيرة متوازية مع سرعة التغير في هذا السوق، ما يجعل قائمة الشركات الرائدة عرضة للتغيير من مرحلة لأخرى.
الفئات الخمس لمزودي الذكاء الاصطناعي
1. البيانات والبنية التحتية: تشمل الشركات المتقدمة في منصات بيانات الذكاء الاصطناعي، تقنيات السيليكون المصممة خصيصًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وخدمات البنية التحتية المؤسسية الداعمة للتقنيات الحديثة.
2. النماذج والوكلاء: تتضمن الشركات الرائدة في منصات الذكاء الاصطناعي الوكيل، وكلاء هندسة البرمجيات الذاتية التشغيل، ونماذج اللغات الكبيرة للذكاء الاصطناعي.
3. الأمن السيبراني: تشمل الشركات الرائدة في منصات أمن الذكاء الاصطناعي، تقنيات كشف التزييف العميق، وحلول الخداع السيبراني المتقدمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.
4. الحلول: تتضمن الشركات المتقدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإدارة علاقات العملاء، ذكاء الأرض، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات.
5. القطاعات: تشمل الشركات التي تتصدر الذكاء الاصطناعي في مجالات التصنيع، الرعاية الصحية، الاتصالات المتنقلة والشبكات والخدمات، وغيرها من القطاعات المتخصصة.
أبرز الشركات الرائدة في كل مجال
جوجل تتصدر سباق منصات الذكاء الاصطناعي الوكيل على مستوى المؤسسات.
وفق محللي جارتنر، تمتلك جوجل منظومة متكاملة من وكلاء الذكاء الاصطناعي تشمل نماذج استدلال متقدمة، بروتوكولات، بنية تحتية متخصصة، وقدرة على نشر هذه التقنيات على نطاق مؤسسي واسع، كما تستثمر جوجل في الابتكارات عبر Google DeepMind، مما يمنحها ميزة تنافسية واضحة على غيرها من الشركات من حيث الرؤية والابتكار.
ورغم تقدم جوجل، إلا أنها لم تتوسع بعد في تطوير وكلاء خبراء قادرين على معالجة تحديات الأعمال المتخصصة، ما يترك فرصة كبيرة للشركات الناشئة وتطبيقات المؤسسات لتعزيز حصتها السوقية ونشر وكلاء الذكاء الاصطناعي داخل بيئات العمل.
بالو ألتو نتوركس تتصدر سباق منصات أمن الذكاء الاصطناعي.
تمتلك الشركة محفظة أمنية واسعة، بالإضافة إلى استراتيجية نشطة في الاستحواذ، مثل استحواذها على Protect AI والتوسع المتوقع عبر CyberArk، فضلاً عن شبكة عملاء واسعة وقنوات توزيع قوية، وأكد المحللون أن المنافسين يمكنهم تقليص الفجوة عبر تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة في حلول الأمان، كما أن بالو ألتو تسهم بشكل بارز في أبحاث أمن الذكاء الاصطناعي من خلال الجمع بين خبراتها الداخلية والمصادر المفتوحة.
السباق في منصات أمن الذكاء الاصطناعي من أسرع المسارات نموًا، مدفوعًا بارتفاع استثمارات رأس المال الاستثماري، تحول شركات الأمن الناشئة، دخول لاعبين جدد من أسواق مجاورة، وزيادة صفقات الاندماج والاستحواذ.
مايكروسوفت تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات.
تتمتع مايكروسوفت بشبكة واسعة من الشركاء ومنصات العمل المؤسسية، إلى جانب قدرة الوصول إلى بيانات المؤسسات، وأدوات ذكاء اصطناعي قابلة للتوسع، ومنصة الحوكمة Microsoft Agent 365، وتتيح هذه المزايا دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بسلاسة في واجهات العمل الخلفية والأمامية للعملاء.
المحللون يشيرون إلى أن المنافسين يمكنهم تقليص الفجوة من خلال تنسيق الوكلاء، حلول الذكاء الاصطناعي السيادي أو القائم على الحافة، ونماذج تسعير قائمة على النتائج. ومع ذلك، يتميز سباق الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات بأقل حركة مقارنة بأسواق أخرى، ويتيح للشركات الكبرى هيمنة أكبر مقارنة بالشركات الناشئة.
أوبن أيه آي تتصدر سباق مزودي نماذج اللغة الكبيرة.
تتمتع أوبن أيه آي بصدارة سوق نماذج اللغة الكبيرة بفضل كونها من أوائل اللاعبين، وتركز على تطوير قدرات الاستدلال والذكاء الاصطناعي الوكيل. ويعزز هذا التفوق الاستخدام الاستهلاكي لتطبيق ChatGPT، بالإضافة إلى الوصول إلى واجهات البرمجة عبر أوبن أيه آي وسحابة مايكروسوفت آزور، كما توسع حضورها في المؤسسات من خلال دمج نماذج GPT ضمن تطبيقات مايكروسوفت المؤسسية.
ويمكن للمنافسين تقليص الفجوة من خلال التركيز على قدرات مصممة خصيصًا لاحتياجات المؤسسات، وتغليف النماذج ضمن حلول أكثر تكاملًا، مع تطوير أبحاث الابتكار في الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي، ودعم أنماط البيانات المتعددة، والتخصصات القطاعية.
كما يُنصح ببناء شراكات مع مزودي الحوسبة السحابية وشركات البرمجيات المؤسسية ومنصات إدارة البيانات لتعزيز مكدسات الذكاء الاصطناعي وتحقيق أفضل المخرجات بأقل تكلفة.
تشير تقييمات جارتنر إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي العالمي يشهد تحولات متسارعة، تتطلب من الشركات الرائدة الحفاظ على الابتكار، تطوير الشراكات، والاستثمار في الأبحاث والتطوير، ومن المتوقع أن تتغير قائمة الشركات الرائدة وفقًا لتقدم التكنولوجيا، تحولات الأسواق، وظهور لاعبين جدد قادرين على تقديم حلول مبتكرة.
ومع ذلك، تظل الشركات الكبرى مثل جوجل، مايكروسوفت، أوبن أيه آي وبالو ألتو نتوركس، في طليعة المنافسة، مستفيدة من منظوماتها المتكاملة، قدرتها على الابتكار، وانتشارها الواسع بين المؤسسات والعملاء حول العالم.
0 تعليق