كشفت النتائج الاولية لانتخابات مجلس النواب ، عن ممارسات خاطئة لجأت اليها الاحزاب ، مما صرف الناخب عن مرشحيها ومال بصوته للمستقلين ، بدا ذلك واضحا في المشاهد التي مرت بها الانتخابات مما دفع القيادة السياسية لتعديل مسارها ، ورغم ذلك ستظل الصورة الذهنية للبرلمان القادم مهزوزة في عيون الرأي العام بسبب تلك المشاهد ومن ابرزها :
●● اولا : إصرار الاحزاب وخاصة الكبار المعروفة بالمولاة ، على ترشيح قيادات حزبية ، ومسئولين تنفيذيين ووزراء سابقين ، داخل القائمة وكذلك في الفردي ، رغم فشل بعضهم في إرضاء المواطن كمسئول ، فكيف سيصوت له كنائب !!
●●تانيا : عدم التدقيق في اختيار المرشحين الفرديين ومدي تواصلهم مع الشارع ، وقياس حالة الرضا عن عطائهم خلال الدورات السابقة٠
●●ثالثا :الدعاية الانتخابية الفجة لمرشحي القوائم والتحالفات الفردية ، والانفاق ببذخ مما اثار حفيظة الناخب وحرضه على رفض التصويت لهؤلاء ، الذين استخدموا المال السياسي لحصد الناخبين ، وكأن اصواتهم سلعة تباع وتشترى !!
●● رابعا : تنافس الاحزاب على ضم اكبر عددا من رجال المال والاعمال وكبار المقاولين واصحاب القدرات المالية الفائقة ، بغض النظر عن الخبرة او التخصص الذي يحتاجه البرلمان ، حتي اصبح قدر التبرع الحزبي هو المعيار الاوحد لحجز المقعد !! وتتعدد المشاهد التي لا يتسع المجال هنا لذكرها ، وجميعها يشير الي لفظ الشارع للاحزاب واقباله على المستقلين ٠ بعد ان تحولت الاحزاب الي جمعيات خيرية لدخول البرلمان من ابوابه الخلفية من هنا يجب علي الاحزاب ان تنزل الي الشارع وتفتح مقراتها لاستقبال المواطنين ، وتاهيل كوادر حقيقية تستطيع المنافسة ، بدلا من كونها احزابا فوقية لاتؤثرفي الجماهير !!
يكمل ذلك اعداد قانون جديد للانتخابات يستبعد نظام القائمة والكوتة ، ويركز على الانتخاب الفردي بالاغلبية او الاكثرية ، تحت اشراف قضائي كامل ، حتى تاتي النواب معبرة بصدق عن مطالب رجل الشارع ، عبر تنافس حقيقي ، بعيدا عن مقاعدهم المعلقة في يد من يختارهم ٠
تلك ببساطة اجابة السؤال المطروح اعلاه : لماذا نجح المستقلون وسقطت الاحزاب. ؟!
















0 تعليق