الهدف الاستثمارى

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى المقال السابق، ذكرنا تفاوت العوائد كأحد العوامل التى تؤثر فى القرار الاستثمارى والاختيار بين أدوات الاستثمار المتنوعة، وفى هذا المقال سوف نتحدث عن أهم عامل يؤثر فى القرار الاستثمارى، وهو الهدف الاستثمارى.

فكثيرون ممن لديهم مدخرات مالية ويعملون ليل نهار على توفير مبالغ من أجل الاستقرار المالى ومواجهة تحديات الحياة، يؤدى عدم وضوح الهدف من هذه التحويشة إلى جعلها عرضة للخسائر واتخاذ قرارات خاطئة.

لذلك يجب أن يكون لديك هدف استثمارى واضح، فعندما لا يكون الهدف محدداً بوضوح ومكتوب، يصبح من الصعب اختيار الأداة المناسبة، لأن فى الغالب كل طريقة استثمار تخدم هدفاً مختلفاً.

فما هدفك؟ هل تسعى إلى حفظ قيمة الأموال، أم تريد دخلاً ثابتاً شهرياً، أم سداد التزام نصف سنوى أو سنوى أو بعد عامين، أم أن هدفك هو تنمية رأس المال؟ وكم النسبة التى تسعى إليها، هل 20 فى المائة سنوياً أم أكثر؟ هل قمت بتحويل هذا الهدف إلى رقم واضح يسهل قياسه، حتى يساعدك فى الاختيار بين الأدوات الاستثمارية.

أنت تعلم أن أدوات الاستثمار مختلفة ومتنوعة، مثل الشهادات الثابتة والمتغيرة أو المتدرجة، وحسابات التوفير، والودائع لأجل، وصناديق الاستثمار النقدية، والأسهم، والصناديق المتوازنة، والذهب، والعقارات، والأسهم وأذون الخزانة والعملات، والمشروع الخاص، وغيرها من أدوات الاستثمار المختلفة، وتحديد الهدف يساعدك على الاختيار من بين هذه الطرق.

لنضرب مثالاً: بعد إعداد الموازنة، وهى التى تحدد بدقة توقعات الإيرادات وما يقابلها من مصروفات والتزامات، تستطيع أن تكشف بوضوح خريطة حياتك المالية خلال سنة أو خلال المدة التى تضعها لنفسك، مع تفضيل أن تكون المدة سنوية.

وبعد إعداد الموازنة وجدت أن لديك عجزاً شهرياً قدره 2000 جنيه، ولا يوجد حل مباشر لعلاج هذا العجز، مثل تخفيض المصروفات على سبيل المثال، وهو ما يجب النظر إليه أولاً كأحد الحلول، ثم البحث عن مصدر رزق آخر.

ومن كرم الله أنك استطعت أن تحوش مبلغ 250 ألف جنيه، هنا سيكون الخيار لتغطية العجز هو التوجه نحو الشهادات الادخارية من أجل تغطية هذا العجز. وحالياً توجد فى البنوك شهادات بمتوسط عائد 17 فى المئة، وبالتالى يكون العائد السنوى 42500 جنيه، وعند تقسيمه على 12 شهراً يصبح العائد الشهرى 3541 جنيهاً. أى أنك سوف تغطى العجز وتحقق فائضاً قدره 1541 جنيهاً، وهذا ينسجم مع طبيعة الشخصية المحافظة.

وهنا يجب أن تقوم باستثمار هذا الفائض فى أدوات استثمارية مثل الصناديق النقدية، من أجل مواجهة خطر التضخم وتآكل رأس المال، ويفضل أن يتم توجيه جزء منه إلى أدوات بها مخاطر أعلى نسبياً مثل صناديق الأسهم كبداية، مع دراسة السوق والاستعانة بمتخصص إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية، فالمخاطرة المدروسة مهمة جداً من أجل زيادة رأس المال.

وللحديث بقية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق