نتفليكس تدخل عالم الصور الرمزية الموحدة عبر الاستحواذ على Ready Player Me

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة تعكس تحوّلًا واضحًا في استراتيجية نتفليكس للألعاب، أعلنت الشركة عن استحواذها على شركة Ready Player Me الناشئة من إستونيا، المتخصصة في تطوير تقنيات الصور الرمزية العابرة للألعاب، وهي تقنية تتيح للاعبين استخدام شخصية رقمية واحدة والتنقل بها بين ألعاب متعددة دون الحاجة لإعادة تصميمها في كل مرة. 

الإعلان جاء على لسان تيمو توكه، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ Ready Player Me، عبر منشور على منصة لينكدإن، ليؤكد أن نتفليكس تراهن بقوة على مستقبل الألعاب الاجتماعية ومتعددة اللاعبين.

الصفقة الجديدة تندرج ضمن رؤية نتفليكس لتوسيع نشاطها في مجال الألعاب، ولكن بأسلوب مختلف عما اعتاده السوق خلال السنوات الماضية، فبدلًا من الاستثمار في ألعاب ضخمة بميزانيات هائلة، باتت نتفليكس تميل إلى ألعاب أكثر بساطة، يسهل الوصول إليها، وتعتمد بشكل أساسي على التجربة الجماعية، إلى جانب الاستفادة من العلامات التجارية والأعمال الأصلية التي تملكها المنصة.

وبموجب هذا الاستحواذ، سينضم فريق Ready Player Me بالكامل تقريبًا، والذي يضم نحو 20 موظفًا، إلى نتفليكس، وفقًا لما ذكره موقع TechCrunch. إلا أن اللافت أن توكه سيكون المؤسس الوحيد من بين الأربعة الذين سيواصلون العمل داخل الشركة بعد إتمام الصفقة، في إشارة إلى أن نتفليكس تهتم بشكل خاص بالخبرة القيادية والتقنية التي يتمتع بها في مجال الصور الرمزية الرقمية.

حتى الآن، لم تكشف نتفليكس أو Ready Player Me عن جدول زمني محدد لدمج هذه التقنية داخل ألعاب نتفليكس، كما لم يتم الإعلان عن أسماء الألعاب التي ستدعم نظام الصور الرمزية الموحدة عند إطلاقه. لكن المؤشرات الحالية توحي بأن هذا الدمج سيكون جزءًا محوريًا من الجيل القادم لألعاب نتفليكس، خاصة تلك التي تعتمد على التفاعل الاجتماعي أو اللعب الجماعي.

ما يميز Ready Player Me عن غيرها من الشركات العاملة في هذا المجال هو اعتمادها المكثف على الذكاء الاصطناعي. فالشركة طورت نظامًا قادرًا على إعادة تصميم الصور الرمزية تلقائيًا لتتناسب مع الأساليب الفنية المختلفة للألعاب، دون الحاجة لتدخل يدوي من المطورين. كما يمكن للتقنية تكييف الإكسسوارات والملابس والأصول الرقمية لتلائم أي هيكل أو تصميم للشخصية، بغض النظر عن تعقيده، وهو ما يقلل بشكل كبير من وقت التطوير والتكلفة على صناع الألعاب.

هذه المرونة التقنية تجعل Ready Player Me خيارًا مثاليًا لنتفليكس، خاصة في ظل سعيها لجذب مطوري ألعاب مستقلين وشركاء خارجيين، وتقديم تجربة موحدة وسلسة للاعبين عبر منصات وألعاب متعددة. كما أن فكرة امتلاك اللاعب لهوية رقمية ثابتة يمكن استخدامها في أكثر من لعبة تتماشى مع توجهات السوق الحديثة، حيث يبحث المستخدمون عن التخصيص والاستمرارية في تجاربهم الرقمية.

خلال السنوات الأخيرة، جربت نتفليكس أكثر من مسار في عالم الألعاب. ففي البداية، اتجهت نحو مشاريع طموحة وألعاب من فئة AAA، لكنها سرعان ما أعادت تقييم هذا النهج. وخلال عام 2025 تحديدًا، بدا واضحًا أن الشركة قررت التراجع عن هذا المسار، والتركيز بدلًا منه على ألعاب الحفلات الجماعية التي يمكن بثها مباشرة، إلى جانب مشاريع ترفيهية خفيفة تعتمد على التفاعل السريع، مثل نسختها الخاصة من لعبة HQ Trivia.

كما أعلنت نتفليكس مؤخرًا عن شراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA لإطلاق لعبة كرة قدم جديدة في عام 2026، وهي خطوة تعزز حضورها في الألعاب الرياضية الجماهيرية. وجميع هذه المشاريع، سواء ألعاب الحفلات أو الألعاب الرياضية، يمكن أن تستفيد بشكل مباشر من نظام الصور الرمزية الموحدة، سواء لتمثيل اللاعبين أو لتعزيز الطابع الاجتماعي داخل الألعاب.

في المحصلة، يعكس استحواذ نتفليكس على Ready Player Me توجهًا استراتيجيًا واضحًا نحو بناء منظومة ألعاب مترابطة، يكون فيها اللاعب في قلب التجربة، بهوية رقمية واحدة تمتد عبر عوالم متعددة. وبينما لا تزال التفاصيل التنفيذية غير معلنة، فإن هذه الخطوة قد تمثل نقطة تحول حقيقية في طريقة تعامل نتفليكس مع الألعاب، ليس كمجرد إضافة لخدمة البث، بل كجزء متكامل من منظومة الترفيه الرقمي المستقبلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق