أعلنت شركة آبل عن خطتها لتوسيع نطاق الإعلانات داخل متجر التطبيقات App Store، لتصبح الإعلانات جزءًا أكثر حضورًا أثناء البحث عن التطبيقات، بداية من العام المقبل.
القرار يعكس توجهًا واضحًا من الشركة لتعزيز إيراداتها الإعلانية، لكنه في الوقت نفسه يطرح تساؤلات حول تجربة المستخدم التي لطالما تفاخرَت آبل بحمايتها.
حتى الآن، كان متجر التطبيقات يضم مساحة إعلانية واحدة فقط، تظهر في أعلى نتائج البحث. فعند البحث عن تطبيق شهير مثل إنستجرام، قد يفاجأ المستخدم بظهور إعلان لتطبيق منافس في أول نتيجة، قبل النتائج العضوية.
ومع التحديث الجديد، لن تكتفي آبل بهذا الموضع، بل ستضيف إعلانات جديدة تظهر داخل نتائج البحث نفسها، أي أسفل النتائج الأولى، لتصبح الإعلانات أكثر اندماجًا مع المحتوى المعروض.
ووفقًا لما أعلنته الشركة، فإن المعلنين لن يكونوا مضطرين إلى تعديل حملاتهم الإعلانية الحالية، حيث ستُعرض الإعلانات إما في الموقع التقليدي أعلى نتائج البحث، أو في المواضع الجديدة داخل صفحة النتائج.
وتؤكد آبل أن هذا التوسع يهدف إلى منح المعلنين فرصًا أكبر للوصول إلى المستخدمين، خاصة في ظل حقيقة أن نحو 65 في المئة من تحميلات التطبيقات تتم بعد عملية بحث داخل المتجر.
من وجهة نظر آبل، فإن زيادة الإعلانات داخل App Store خطوة منطقية من الناحية التجارية، خصوصًا مع تباطؤ نمو بعض مصادر الدخل التقليدية، فالإعلانات أصبحت أحد أعمدة الإيرادات المهمة للشركة خلال السنوات الأخيرة، وتسعى آبل إلى توسيع هذا النشاط دون الحاجة إلى الاعتماد على بيانات المستخدمين الشخصية بشكل مباشر، وهو ما تحاول دائمًا التميز به عن منافسيها.
لكن على الجانب الآخر، يخشى كثير من المستخدمين أن تؤدي هذه الخطوة إلى تشويه تجربة البحث داخل متجر التطبيقات، فبدلًا من الوصول السريع إلى التطبيق المطلوب، قد يجد المستخدم نفسه أمام نتائج مدفوعة تحاول جذب الانتباه، وهو ما قد يزيد من الإحباط، خاصة إذا لم تكن الإعلانات واضحة أو مميزة بشكل كافٍ عن النتائج العادية.
وتعيد هذه الخطوة إلى الأذهان ما حدث مع متجر Google Play، الذي بدأ العام الماضي في زيادة عدد الإعلانات المعروضة للمستخدمين. حينها، اشتكى عدد كبير من المستخدمين والمطورين من تراجع سهولة الاستخدام، وتحول المتجر إلى مساحة مزدحمة بالإعلانات، الأمر الذي أثر سلبًا على تجربة التصفح والبحث. وحتى الآن، لا يزال الجدل قائمًا حول مدى نجاح هذه السياسة لدى جوجل.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن آبل من تحقيق التوازن بين تحقيق عوائد إعلانية أكبر والحفاظ على تجربة مستخدم سلسة؟ الإجابة ستتضح مع التطبيق الفعلي لهذه التغييرات خلال العام المقبل، خاصة أن جمهور آبل معروف بحساسيته تجاه أي تغيير قد يؤثر على بساطة الاستخدام أو وضوح الواجهة.
ولم تتوقف خطط آبل الإعلانية عند متجر التطبيقات فقط. فبحسب تقارير حديثة، تخطط الشركة أيضًا لإدخال الإعلانات إلى تطبيق خرائط آبل، في خطوة يُتوقع أن تبدأ خلال العام المقبل. وحتى الآن، لم تصدر الشركة تعليقًا رسميًا يؤكد أو ينفي هذه التقارير، لكن مجرد تداولها يشير إلى اتجاه عام نحو توسيع منظومة الإعلانات داخل خدمات آبل المختلفة.
في المحصلة، يبدو أن آبل تسير بخطى ثابتة نحو تحويل منصاتها الأساسية إلى مساحات إعلانية مدروسة، مستفيدة من قاعدة مستخدميها الضخمة. وبينما ترى الشركة في ذلك فرصة تجارية واعدة، يظل المستخدم هو الطرف الأكثر تأثرًا، منتظرًا معرفة ما إذا كانت هذه الإعلانات ستظل في حدود المقبول، أم ستتحول إلى عبء جديد يرافقه في كل عملية بحث داخل App Store.


















0 تعليق