قدم فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن سعود السيابي، أمين عام مكتب الإفتاء العُماني، تحليلاً دقيقاً لتناقض الموقف الغربي من القضايا العربية والإسلامية، كاشفاً عن ازدواجية صارخة تقسم الموقف إلى خطين متوازيين: أحدهما للحكومات والآخر للشعوب، مع اختلاف جذري بين السياسة الخارجية والتعامل الداخلي.
وقال السيابي في حوار مع "الوفد": "الحكومات الغربية تتخذ في سياستها الخارجية موقفاً معادياً أو منحازاً ضد الحقوق العربية والإسلامية العادلة"، مشيراً إلى أن "الدعم غير المشروط لإسرائيل مثالاً صارخاً على هذا الانحياز الذي تقف خلفه حسابات مصلحية وتأثير لوبيات ضاغطة".
لكن المفارقة، كما أوضح، أن هذه الحكومات نفسها "تنقلب المعادلة داخل حدودها الوطنية، فتبدو متسامحة نظرياً وعملياً مع الجاليات المسلمة، وتسمح لها بممارسة شعائرها الدينية وبناء مؤسساتها في إطار خطاب ليبرالي يدعي حماية الحريات".
وفي المقابل، أشار إلى أن صورة الشعوب الغربية تكاد تكون معكوسة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي والمظاهرات الواسعة "هوة متسعة بين المواقف الرسمية وتوجهات المواطنين". ولفت إلى أن "الشعوب الغربية - وخاصة الأجيال الشابة تحت سن الخمسين - تبدي تعاطفاً متزايداً مع القضايا العادلة كالقضية الفلسطينية"، مستدلاً بـ"المظاهرات المليونية التي اجتاحت عواصم أوروبا وأمريكا".
ولكنه أشار إلى تناقض داخلي آخر، حيث "يتبنى جزء من هذه الشعوب نفسها مخاوف ومواجف سلبية (إسلاموفوبيا) تغذيها خطاب إعلامي مغرض وجهل بالثقافة الإسلامية".
وأكد السيابي أن فهم هذه الازدواجية المعقدة - حيث تدعم الحكومات سياسات خارجية منحازة بينما تحمي حرية العبادة داخلياً، وتتعاطف الشعوب مع المظلوم عالمياً وقد ترتاب من جارها المسلم محلياً - يعد أمراً حاسماً لأي استراتيجية دبلوماسية أو إعلامية عربية. وشدد على أن الهدف يجب أن يكون "تحويل التعاطف الشعبي العالمي إلى ضغط فعال على صناع القرار" الغربيين.
وفي هذا السياق، أكد مجدداً أن "سلطنة عُمان، قيادة وشعباً، تقف بثبات إلى جانب القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى المواقف الواضحة للسلطان هيثم بن طارق والتحركات الدبلوماسية العُمانية في المحافل الدولية، فضلاً عن الدعم الشعبي والتبرعات السخية لغزة.
وقال :" في كل المحافل الدولية الموقف الرسمي لعمان يطالب بوقف العدوان وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس، كما ينادي في المحافل الدولية بمحاسبة إسرائيل ومحاكمتها.. و على المستوى الشعبي، الشعب العماني كله، برجاله ونسائه وشبابه، يقف مع فلسطين. كانت هناك تبرعات ومظاهرات ووقفات وخرجت أموال ضخمة جداً من عُمان كمساعدةً لإخوانهم الفلسطينيين".

















0 تعليق