السيابي يحذر من فتاوى السوشيال ميديا : الذكاء الاصطناعي عاجز عن أن يكون "قدوة"

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تحذير صريح يلامس أحد أخطر التحديات المعاصرة، حذر فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن سعود السيابي، أمين عام مكتب الإفتاء العُماني، من تحول الفتوى إلى "أداة للشهرة" على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن "الشهرة هي الدافع الحقيقي لإصدار تلك الفتاوى الشاذة".

جاءت تصريحات السيابي خلال حوار مع "الوفد"، حيث سلط الضوء على ظاهرة انتشار الفتاوى غير المنضبطة عبر المنصات الرقمية، مستشهداً بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم: "من أفتى مسألة أو فسر رؤيا بغير علم، كان كمن وقع من السماء إلى الأرض فصادف بئراً لا قعر لها، ولو أنه أصاب الحق". وعلّق قائلاً: "الفتوى بغير علم محرمة"، مؤكداً أن إصابة الحق عرضاً لا تبرر التسرع في الإفتاء دون تأهيل علمي حقيقي.

واعترف السيابي بأن ضبط هذا الفضاء المفتوح بالكامل يعد مهمة "صعبة"، لكنه أشار إلى أن المواجهة يجب أن تكون متعددة الجبهات، قائلاً: "المواجهة يجب أن تكون بالوعي والفكر وبخطاب ديني عميق وموحد يكسب الثقة ويحصّن الجمهور".

وفيما يخص التحدي التكنولوجي الأبرز، وهو استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى، كان موقف الدكتور السيابي واضحاً وحاسماً. رحب باستخدام التقنية كأداة مساعدة في البحث العلمي واسترجاع المعلومات، لكنه رفض بشكل قاطع أن تحل الآلة محل المفتي أو العالم المجتهد. وعلّل موقفه بقوله: "الفتوى لا بد لها من قدوة.. أنا أقتدي بعالم أرى استقامته وعلمه.. كيف أثق في آلة؟".

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره، يظل أداة تعيد تدوير أقوال البشر بشكل آلي، لكنه يفتقد إلى "البصيرة والنظر في الملابسات والنفسيات"، وهي العناصر الجوهرية في الاجتهاد الفقهي الحي الذي يراعي ظروف المستفتي وملابسات واقعه، وهو ما لا تستطيع الآلة محاكاته أو استيعاب تعقيداته الإنسانية بالكامل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق