طين الشوارع بعد الأمطار.. ما تأثيره على الوضوء وصحة الصلاة؟

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال يتكرر مع سقوط الأمطار في فصل الشتاء، حول أثر طين الشوارع الناتج عن الأمطار على صحة الوضوء والصلاة، خاصة مع اضطرار كثير من المصلين إلى السير في طرق موحلة تؤدي إلى اتساخ القدمين أو الملابس أو الأحذية أثناء الذهاب إلى المساجد.

وحول ما أثر طين الشوارع الناتج من الأمطار على صحة الوضوء؟ فقد ذهبت إلى الصلاة في المسجد وكان الجو ممطرًا والطريق موحلًا؛ فأصاب قدمي وحذائي وثيابي شيء من الوحل، فهل يؤثر ذلك على صحة الوضوء؟

الأصل في طين الشوارع الطهارة

وأكدت دار الإفتاء في إجابتها أن الأصل الشرعي هو طهارة طين الشوارع، فإذا أصاب الوحل بدن المكلف أو ثيابه أو حذاءه فهو طاهر شرعًا، ما لم تكن عين النجاسة ظاهرة ومتحققة فيه.

وأوضحت أن إصابة الإنسان بطين الشارع في هذه الحالة لا تنقض الوضوء، ولا توجب إعادة الوضوء أو الصلاة، ولا يكلَّف المسلم بشيء حيال ذلك، طالما لم يرَ عين النجاسة بوضوح.

الطهارة شرط للصلاة لكن بلا مشقة

وبيّنت دار الإفتاء أن الطهارة مقصد شرعي وشرط معتبر لصحة الصلاة، مستشهدة بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾،
وكذلك بحديث النبي ﷺ:«لا يَقْبَلُ اللهُ صلاةَ أحدِكم إذا أحدث حتى يتوضأ».

وأكدت أن طهارة البدن والثوب شرط لصحة الصلاة، لكن الشريعة الإسلامية جاءت برفع الحرج والمشقة عن المكلفين، خاصة فيما يتعذر الاحتراز عنه في الطرقات.

لماذا يُحكم بطهارة طين المطر؟

وأوضحت دار الإفتاء أن الطين الناتج عن الأمطار هو في حقيقته ماء طاهر اختلط بتراب طاهر، مستندة إلى قوله تعالى:
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾.

كما استدلت بحديث النبي ﷺ:
«وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا»،
وهو ما يدل على أن الأرض وما يخرج منها من تراب وماء في الأصل طاهر، ويُستعمل في الطهارة.

متى يجب غسل الطين من الثوب أو البدن؟

فرّقت دار الإفتاء بين حالتين:

الحالة الأولى: إذا كان الطين خاليًا من النجاسة الظاهرة، فحكمه الطهارة، ولا يجب غسل الثوب أو البدن، ولا يؤثر ذلك على الوضوء أو الصلاة.

الحالة الثانية: إذا كان الطين مختلطًا بعين نجاسة ظاهرة يمكن رؤيتها بوضوح، ففي هذه الحالة يجب إزالة عين النجاسة وغسل موضعها قدر الاستطاعة، لكن دون الحاجة إلى إعادة الوضوء؛ لأن النجاسة ليست من نواقض الوضوء.

أقوال الفقهاء 

واستعرضت دار الإفتاء أقوال عدد من أئمة المذاهب الفقهية، الذين قرروا العفو عن طين الشوارع ولو اختلط بنجاسة غير ظاهرة، رفعًا للمشقة عن الناس، خاصة مع عموم البلوى.

فذهب الحنفية إلى العفو عنه مطلقًا للضرورة، وهو المختار للفتوى، واشترط المالكية ألّا تكون النجاسة غالبة، بينما اشترط الشافعية تعذر الاحتراز عنه في البدن أو الثوب، واشترط الحنابلة أن يكون الطين يسيرًا.

وأكد الفقهاء أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يخوضون في طين المطر ويصلّون دون غسل ما أصابهم، ما دام لم تظهر عين النجاسة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق