أطلق مجمع إعلام كفر الشيخ فعاليات توعوية جديدة تحت عنوان "الشائعات وحماية الوعي في المجتمع المصري رؤية دينية ومجتمعية"، في خطوة جادة لتعزيز الوعي المجتمعي، وذلك بكلية الدراسات الإسلامية بنين بدسوق، ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلي "اتحقق قبل ما تصدق".
وتهدف هذه الندوة إلى مواجهة الفوضى المعلوماتية التي تهدد الأمن الفكري للمجتمع، وترسيخ مبدأ التحقق قبل تصديق أو تداول أي معلومة.
تعزيز قيمة الكلمة في المنظور الديني والمجتمعي
أكد الدكتور محمد الصفتي عميد كلية الدراسات الإسلامية بنين بدسوق أن القرآن الكريم شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي تنمو وتثمر استقرارا وأمانا داخل المجتمع، بينما الشائعات كلمات خبيثة تؤدي إلى الفوضى والانقسام.
استشهد الدكتور محمد الصفتي بالسنة النبوية في التحذير من "حصائد الألسنة"، داعيا إلى تحكيم العقل والتحقق من الأخبار قبل تداولها للحفاظ على الأمن الفكري وتعزيز القدرة على التمييز بين الحقيقة والكذب.
أكد الدكتور طلعت أبو حلوة وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب أن الشائعات تزدهر عند نقص المعلومات، مشددا على ضرورة أن توفر مؤسسات الدولة البيانات الصحيحة بسرعة وشفافية لإغلاق المجال أمام مروجي الأكاذيب.
وأوضح الدكتور طلعت أبو حلوة أن الالتزام بمبدأ "التبين" القرآني يمثل أساس بناء التفكير النقدي لدى الشباب، ويمثل خط الدفاع الأول لمواجهة حروب الوعي على منصات التواصل الاجتماعي.
مواجهة حروب الجيل الرابع ودور المؤسسات الوطنية
أكد أمحمد عبد الرحمن مدير إدارة البرامج والأنشطة الإعلامية السكانية بالمجمع أن الشائعات تشكل أداة لتفكيك النسيج المجتمعي وإثارة البلبلة بين المواطنين.
وأشاد أمحمد عبد الرحمن بالدور الذي يضطلع به مرصد الأزهر الشريف في كشف الأكاذيب وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
أوضح أمحمد عبد الرحمن أن الهيئة العامة للاستعلامات تقوم برصد الإعلام الدولي والرد على الأخبار المغلوطة بأسلوب مهني دقيق، داعيا الجميع إلى العودة للمصادر الرسمية عند الحاجة لضمان صحة المعلومات ولتعزيز وعي المجتمع ضد الشائعات.
شدد مجمع إعلام كفر الشيخ على أن تنظيم مثل هذه الندوات يعكس اهتمام الدولة والمجتمع المصري بمواجهة التحديات المعلوماتية الحديثة، خصوصا في ظل ازدهار الشائعات على المنصات الرقمية، ما يجعل من التحقق والوعي الرقمي ضرورة ملحة لكل فرد في المجتمع.
نظم مجمع إعلام كفر الشيخ هذا الحدث بدعم مباشر من الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وتوجيهات الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وبإشراف مباشر من عبد القادر الشناوي مدير المجمع، ما يعكس الجدية في التصدي لموجات المعلومات المغلوطة وتعزيز الثقافة الإعلامية السليمة.
اختتمت الندوة بتأكيد أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والأكاديمية والإعلامية لتعزيز المناعة الفكرية لدى المجتمع، وحث المواطنين على التثبت والتحقق قبل نشر أي معلومات، باعتبار ذلك جزءا أساسيا من المسؤولية الوطنية تجاه الوطن والأجيال القادمة.

























0 تعليق