صحتك فى أمان (209)
الجمعة 19/ديسمبر/2025 - 07:44 م 12/19/2025 7:44:19 PM
هذا سؤال يطرح نفسه كلما شعر الانسان منا بأن العالم يتقدم من حولنا ونحن نكاد نقف أو «نصلب طولنا» كما يقول البعض فماذا سيحدث اذا لم يوجد أطباء مهرة؟ وماذا سيحدث فى تركيبة السكان اذا استمرت هجرة العقول الجيدة إلى الخارج؟ ماذا ان لم يكن هناك من يسعفك اذا مرضت؟ ماذا ان لم يكن هناك الدكتور الماهر أو الطبيب الشاطر؟ من سينقذ الحالات المريضة بحق؟ من سيستطيع أن يتخذ قراراً مصيرياً فى لحظة حرجة ثم يتحمل مسئوليته؟.
وقد يظن الناس أن الأطباء الحقيقيين هم رقم مثل العمالة التى قد تعمل فى أى دولة بل العكس صحيح فالأطباء ليسوا رقماً بل ان الطبيب الواحد الحقيقى قد يعدل عشرة أو مائة ممن تعلّموا أن الطب «سبوبة وعمولات» يتقاضاها من هنا وهناك نظيراً لما يقدمه من «تحويلات» أما الطبيب الجيد والأمين فهو الذى يستطيع أن يعالج مئات من المرضى بتشخيص دقيق وأقل الامكانيات فمتى ستعلم الحكومة أن مهنة الطب فى مصر تعانى تراجعاً شديداً أمام المعاناة التى يعيشوها الأطباء فى مصر من تهكّم الناس عليهم عند وجود مضاعفات وهذا ليست ذنب الطبيب والكل يعلم ماذا حدث للمطربة المشهورة أنغام قريباً من مضاعفات طبية فى رحلة علاجها الأخيرة فى الخارج ولولا أن ذلك حدث فى ألمانيا لكنا وجدنا الجهلاء يتطاولون على الطب والأطباء فى مصر كالعادة فى كل مرة.
متى ستعلم الحكومة أن مهنة الطب فى مصر تعانى التراجع الشديد (والحقيقة أن كل المهن تعانى هذا التراجع أولاً لفساد منظومة التعليم وثانيها غياب القدوة الصالحة) أمام المعاناة التى يعيشها الأطباء فى مصر ممن ليس لهم واسطة فى شهادات الماجستير والدكتوراه أو الترقيات العلمية وهذا مشروع ممنهج لقتل المواهب العلمية وانهاء وجود علماء فى الداخل كما يتواجدون فى الخارج والغريب والعجيب أن الجامعات أصبحت لا تجد فى ذلك عيباً والأغرب والأعجب فى الجامعات هو نشر المقالات والأبحاث فى المجلات العالمية فترفع التصنيف العلمى للجامعة ولكن دون وجود واقع عملى يستفيد منه الوطن كأن الأهم عندهم هو الحصول على شهادة أن جامعة بعينها من أرقى مائة جامعة فى العالم.
متى ستعلم الحكومة أن مهنة الطب فى مصر تعانى التراجع أمام المعاناة التى يعيشها المرضى فى مصر، فالإحصائيات تبين أن عدد المرضى قد زاد بالفعل والمرض قد زادت معدلاته وفى تخصص القلب زادت أمراض القلب بدرجة رهيبة بين الشباب وزادت قسوتها وأمراض عضلة القلب زادت وهناك فوضى عارمة فى التقارير الطبية وخلافه.
متى ستعلم الحكومة أنها تحتاج إلى أطباء حقيقيين قادرين على تصنيف المرضى فى مصر بصورة حقيقية ومعرفة تشخيص المرض فى الناس فليس كل المرضى فى مصر عندهم كل الأمراض فيتناولون عشرين أو ثلاثين حبة يومياً ثم بعد ذلك يشتكون ويقومون بإعادة كل الفحوصات كل «كام» شهر لا يستفيدون منها شيئاً ويقومون بعرضها على أكثر من طبيب الذى يقوم باعادة بعضها أو كلها.
وذكرنا أكثر من مرة أن فى البلاد الفقيرة يعتبر ذلك استنزافا لموارد الدولة فضلاً على أن ذلك لا يفيد وذكرنا أكثر من حل لهذه الفوضى وأن البلاد المتقدمة لا تسمح بذلك وهى تحرص على صحة مواطنيها وللحديث بقية.
أستاذ ورئيس قسم الموجات الصوتية - معهد القلب القومى
[email protected]


















0 تعليق