عند وصولك لمبنى المحمية الطبيعية فى شمال بحيرة قارون بالفيوم يلفت الانتباه وجود مبنى بالطوب والخشب وبجواره ما يشبه "البرجولا" وبالطبع اثار فضولى ولفت انتباهى وجودهما بالقرب من مبنى المحمية التى تضع ضوابط شديدة لاى عمل وتدخل انسانى فى المحمية الطبيعية ... وعلمت ان هذه التدخلات الانسانية هى احد مكونات مشروع «الطرق الخضراء والسياحة البيئية بمحمية قارون الطبيعية»فى محافظة الفيوم والتى تقوم بتنفيذه جمعية المحافظة على البيئة بالفيوم، بتمويل من برنامج المنح الصغيرة،لكى يحمى البيئة ويقى مناطق التراث من خلال تشغيل دراجات هوائية تصل بالزوار الى مناطق التراث الطبيعى والانسانى من خلال "مدقات "تعد خصيصا لذلك وان المشروع امامه عدة ايام ويبدا التشغيل الفعلى .
وخلال هذا التحقيق الصحفى نلقى الضوء على هذاالمشروع الذى يهدف الى المساهمة في تقليل انبعاثات الكربون للحد من تغير المناخ،و تحقيق تطوير مستدام في وسائل النقل داخل المحمية من خلال إدماج السكان المحليين والعاملين بها والزوار في أنشطة المشروع ويهدف الى الحفاظ على البيئة فى المحمية بما تضمه من اثار فرعونية ويونانية وقبطية ومناطق للتراث العالمى مثل منطقة ديمية السباع وجبل قطرانى وقصر الصاغة والطريق القديم وودان الفرس ودير ابو ليفة والغابة المتحجرة ومنطقة المتحف المفتوح والميناء القديم وطريق البازلت وايضا مناطق مشاهدة الطيور ومناطق التخييم ومناطق سياحية لركوب الخيل والجمال .
نظام نقل امن فى المحمية الطبيعية -
ايهاب محمود مدير عام الجمعية القائمة على التنفيذ يقول ان المشروع عبارة عن إقامة نظام للنقل واستخدام الدراجات الهوائية داخل محمية قارون الطبيعية، باعتبارها وسيلة نقل آمنة داخل المحمية، وتوفير وإعداد شبكة طرق خضراء من "المدقات" للدراجات، ومحطات انتظار لها، تعمل بالطاقة الشمسية، وتربط جميع الممرات السياحية فيما بينها داخل المحمية، مع إدارتها بنظام إليكترونى للتنقل بالدراجة، بجانب إقامة مشروعات استثمارية للشباب داخل المحمية وتنفيذ مخيمات بيئية كاستراحات للزائرين، ورفع الوعى البيئى للعاملين والزائرين.
واضاف "محمود" ان الجمعية سبق لها ان قامت بتنفيذ مشروع الدراجات التشاركية بجامعة الفيوم بالتعاون مع المحافظة وجهاز شئون البيئة وبرنامج المنح الصغيرة وبرنامج الامم المتحدة الانمائى ,وهذا المشروع كان سابقة اعمال لها وهو يماثل فى ادارته مشروع الطرق الخضراء من حيث التشغيل عن طريق نظام الكترونى من خلال تطبيق "موبايل"وتم اقامة محطات انتظار للدراجات فى الجامعة والمدينة .
واشار مدير عام جمعية المحافظة على البيئة بالفيوم ان المشروع تضمن تنفيذ وتركيب 2 محطة واحدة شمال مبنى ادارة محمية قارون والاخرى بالقرب من الغابة المتحجرة لانتظار للدراجات تعمل بالطاقة الشمسية وتتكون المحطة من 30 "راكة" لانتظار الدراجات باجمالى 60 دراجة هوائية جبلية فى المحطتين وتبلغ مساحة المحطة 12 متر 2,5 متر ، ومجهزة للعمل بتطبيقات الهاتف المحمول، مع إنشاء مسار خاص للدراجات باجمالى يبلغ 50 كيلو متر داخل المحمية ،بالإضافة، الى إنشاء استراحات مزودة بالطاقة الشمسية لخدمة زوار المحمية.
ومن النتائج المتوقعة لهذا المشروع، توفير مصدر طاقة نظيف وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات المسببة للاحتباس الحراري، بالإضافة إلى تشجيع استخدام الدراجات كوسيلة نقل صديقة للبيئة داخل المحمية، لتحسين الصحة العامة، وتحفيز الاقتصاد المحلي، فضلاً عن تشجيع السياحة البيئية، وإتاحة فرصة لزيارة معالم المحمية باستخدام الدراجات، وتوفير فرص عمل في مجال صيانة وإدارة محطات الدراجات.
وعن نظام تاجير هذه الدراجات قال مدير جمعية حماية البيئة بالفيوم ان التأجير سيكون بالساعة و غالبا ب 30 جنيه .
استطلعنا اراء بعض الخبراء والمهتمين فى هذا المشروع والتقينا الدكتورة باولا دافولى رئيس البعثة الايطالية فى منطقة ديميه السباع شمال بحيرة قارون والتى تعمل فى المنطقة شهرين كل عام قالت الفكرة جيده جدا لكنها تحتاج الى بعض القواعد اولها واهمها لابد من الحفاظ على طريق البازلت لأنه أقدم طرق العالم لذلك ضرورى جدا وضع علامات تحديد وتحذير حول الطريق ,وان "العجل" المستخدم لازم يكون من النوع المخصص لتسلق الجبال وهو بالطبع مرتفع التكلفة ولابد من عمل "تراكات" وتوضيحها جيدا.
وعلى النقيض يرى اشرف بركات "مرشد سياحى" ان هذا المشروع غير عملى على الاطلاق لان هناك غالبية من الزوار كبار السن وبالطبع لا يستطيعون ركوب الدراجات بالاضافة الى عامل الوقت بتاعهم غالبا ضيق وعشان تركبهم "عجل" إنت محتاج على الأقل يوم كامل , ناهيك عن وعورة المكان المسألة صعبة جدا "إحنا يادوب بنقدر نلف بالجيب فما بالك بالعجل" , واضاف إنت لما تقضى يوم كامل محتاج "تشيل" معاك أكل وشرب وده هيزود الحمل على اللى سايق الدراجة" اللهم الا اذا خصصت سيارة جيب مجهزة تقوم بالمرور فى مناطق المشروع لبيع الاكل والشراب للزوار.
ويرى ياسر يوسف مفتش اثار بمناطق شمال بحيرة قارون ان مشروع "العجل" والمسارات الخاصه به لزياره المناطق الاثريه ومناطق المحميات الطبيعيه بجبل قطران وشمال البحيره اراه غير مناسب لتلك المناطق بسبب صعوبه التضاريس وحركه الكثبان الرمليه المستمره طوال الشتاء مما يجعل من تحرك "العجل" ولو في مسار محدد شبه مستحيل لان بعض المناطق الاثرية الطريق المؤدي اليها عباره عن منحدرات ومرتفعات بالغه الصعوبه علي السيارات فما بالنا بالدرجات وايضا في حاله عمل مسار في الطرق الممهده فان الرياح المستمره تتسبب في ردم هذه الطرق بالاتربه الناعمه (السافى) وذلك كله يجعل "العجله" او الدراجه عبء على الزائرين بدل ان تكون وسيله لاتمام زيارتهم و لو تم تبديل العجل بـ "الباتش بجي" يكون افيد وانجح للمشروع .
المهندس اسامه النجار مدير محمية قارون بالفيوم يقول : بالطبع هذا المشروع حصل على الموافقة من الوزارة وهو مشروع رائد له اهمية كبرى فى الحفاظ على البيئة فى مناطق التراث الطبيعى شمال البحيرة ,كما انه سوف يساهم فى تنشيط السياحة واتاحة فرص عمل للشباب من اهل القرى المجاورة لمحمية قارون وايضا تطوير أنشطة سياحية صديقة للبيئة داخل المحمية، مع تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الوعي البيئي لدى الزوار، خاصة في المناطق ذات القيمة البيئية العالية مثل بحيرة قارون ومنطقة جبل قطراني, ويتم تنفيذ المشروع تحت إشراف إدارة محمية قارون الطبيعية، وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية، بما يضمن توافق الأعمال مع الاشتراطات البيئية والمعايير المعتمدة، مع الالتزام بإخطار الجهة المانحة والحصول على موافقاتها في أي تطوير أو تعديل، تأكيدًا على الشفافية وحوكمة العمل البيئي.
واضاف ان تشغيل الدراجات سيكون امن للزوار من خلال توفيرخوذات حماية لراكبي الدراجات وحقائب إسعافات أولية وعِدد صيانة فنية لضمان التشغيل الآمن.
الدكتور عمرو هيبه معاون وزير البيئة السابق يشير الى ان مشروع الطرق الخضراء فى محمية قارون من المشروعات الواعدة والمتميزة وحصل على الموافقة من خلال المبادرات الذكية التى تم عرضها على مجلس الوزراء وهذا المشروع من المشروعات التى نحتاج اليها فى المحميات الطبيعية على اساس انه نوع من انواع التنمية البيئية والسياحية والتى تضع مناطق المحميات على طريق العالمية لانها تقدم خدمات مستدامة تشجع انواع غير نمطية من السياحة منها ركوب الدراجات فى المواقع الطبيعية والسياحية وهذا يساهم فى نشر الوعى باهمية المناطق المحمية فى مصر ويجبرالزوار على تحصيل عدد كبير من المعلومات عن تاريخ هذه المحميات الى جانب انه يوفر عدد كبير من الحركة السياحية والتى بدورها توفر عملات اجنبية بالاضافة الى انه يوفر فرص عمل للسكان المحليين من المناطق المجاورة للمحمية .
واضاف ان محمية قارون ووادى الريان يمثلوا 51% من مساحة محافظة الفيوم وبحيرات وادى الريان وبحيرة قارون من المناطق الهامة فى المحافظة ويعيش بجوارهم ما يقرب من 3 ملايين نسمه وان نجاح هذا المشروع وانشاء وتشغيل مشروعات مشابهه فى منطقة مثل جبل قطرانى سوف يساهم فى اتاحة فرص عمل كبيرة للسكان المحليين فى كافة المجالات التى تخدم على حركة السياحة البيئية فى منطقة عامرة بالتراث الطبيعى والثقافى والتى تحتاج الى مشروعات كثيرة ومن بينها هذا المشروع لتحقيق التنمية المستدامة بابعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية .
0 تعليق