واشنطن تضغط على دمشق وتواجه إسرائيل
التقى أمس الاثنين مبعوث الرئيس الأمريكى، توم براك، برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى إطار جهود واشنطن للدفع نحو اتفاق أمنى بين سوريا وإسرائيل. ونقلت قناة «i24news» عن مصادر مطلعة أن براك سيعرض خلال اللقاء مجموعة من الخطوط الحمراء التى تحدد النشاط العسكرى الإسرائيلى داخل الأراضى السورية.
وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة كانت قلقة من كثرة العمليات الإسرائيلية فى الجنوب السورى، والتى قد تهدد استقرار البلاد، مؤكدة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى للتوصل إلى اتفاق أمنى لتفادى أى تصعيد محتمل.
فيما كشفت صحيفة ذا ناشونال عن ضغوط أمريكية مكثفة على دمشق لتشديد قبضتها على المتطرفين داخل أجهزتها الامنية وجاء ذلك بعد مقتل جنديين أمريكيين ومترجم فى هجوم نفذه عنصر منشق من قوات الامن السورية فى منطقة تدمر الصحراوية خلال اجتماع ضم مسؤولين أمريكيين وسوريين، حيث تعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرد على الهجوم واصفا المنفذ بأنه ينتمى إلى تنظيم داعش.
وقالت وزارة الداخلية السورية إن المهاجم كان واحدا من بين نحو خمسة آلاف مجند أمنى جديد فى المنطقة مؤكدة أن صلاته المزعومة بتنظيم داعش لا تزال قيد التقييم، وأعلنت الوزارة اعتقال خمسة أشخاص خلال مداهمة فى مدينة تدمر.
وتوقع مصدر خبير فى الشأن السورى ومقيم فى الأردن أن تطالب الولايات المتحدة بمراجعة شاملة لأعضاء الجهاز الأمنى الجديد الذى حل محل نظام الأسد السابق مع فرض تدقيق أمنى أكثر صرامة على المرشحين للانضمام اليه واضاف ان واشنطن قد تمارس ضغوطا مباشرة على السلطات السورية للحد من نفوذ المتشددين الذين كوفئوا على دورهم فى الاطاحة ببشار الأسد عبر منحهم مناصب أمنية حساسة.
وقال المصدر الاردنى قد يكون هناك آلاف مثل منفذ هجوم تدمر داخل النظام واضاف ان السلطات الجديدة سارعت منذ سقوط الأسد إلى تجنيد ما لا يقل عن مئة الف رجل معظمهم من السنة وجميعهم من مؤيدى هيئة تحرير الشام الفرع السابق لتنظيم القاعدة الذى قاد الهجوم على النظام فى ديسمبر من العام الماضى.
واوضح المصدر انه اذا ثبت ان المنفذ ينتمى إلى داعش فان هدفه كان إفشال التعاون الأمنى مع الولايات المتحدة مشيرا إلى أن من بين المستفيدين المحتملين من الهجوم، أيضا قوات سوريا الديمقراطية التى يقودها الأكراد والتى تعد منافسا لهيئة تحرير الشام لكنها حليف رئيسى لواشنطن وتتعرض لضغوط امريكية للاندماج فى الدولة السورية الجديدة.
ورجح المصدر ان يدفع الحادث الرئيس احمد الشرع إلى تزويد الامريكيين بمزيد من المعلومات الاستخباراتية عن تنظيم داعش لتمكينهم من شن هجوم انتقامى واسع النطاق مؤكدا ان ما جرى لن يقوض حجة الشرع بأنه يمثل سدا منيعا فى وجه المتطرفين داخل البلاد.
من جانبه قال توم باراك، المبعوث الأمريكى الخاص إلى سوريا وأحد أبرز مهندسى سياسة ترامب فى الشرق الأوسط، إن الاستراتيجية الأمريكية تقوم على تمكين الشركاء السوريين الأكفاء بدعم عملياتى أمريكى محدود من أجل التصدى لتنظيم داعش وتجنب الانخراط فى حرب أمريكية واسعة النطاق جديدة فى المنطقة.
وأضاف «باراك» أن الهجوم الأخير لا يقوض هذه الاستراتيجية بل يعززها موضحا ان الارهابيين يشنون هجماتهم لأنهم يتعرضون لضغوط متواصلة من شركاء سوريين يعملون بدعم امريكى بما فى ذلك الجيش السورى بقيادة الشرع.
وأضاف مصدر أمنى آخر أن القوات الأمريكية خاطرت بوجودها فى تدمر لانها تعد من بين أقل المناطق أمنا فى سوريا مضيفا ان هناك فراغا امنيا واضحا فى المنطقة وأن الأمريكيين سعوا إلى مساعدة السوريين على ملئه، وأوضح أن قبائل تدمر تعاونت فى فترات سابقة مع نظام الأسد وإيران وتنظيم داعش، وأن نقص الموارد التى وفرتها الحكومة الجديدة حال دون انحياز عدد كبير منهم إلى جانب الدولة الجديدة.
فى ذات السياق حث السيناتور الديمقراطى، جاك ريد، إدارة ترامب على الاستمرار فى مكافحة تنظيم داعش، وأضاف «ريد» أعلى ديمقراطى فى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أن الادعاءات بأن ترامب استولى على 100% من خلافة داعش خلال ولايته الأولى غير صحيحة. وأضاف فى مقابلة مع برنامج فوكس نيوز صنداى: «دار نقاش حول هذا الموضوع، وادعى ترامب مرارًا أنه هزم الخلافة وداعش وغيرهما، وهذا غير صحيح على الإطلاق. تؤكد لنا أجهزة استخباراتنا أن داعش لا تزال أخطر جماعة إرهابية وأكثرها قدرة وقد أظهرت بالفعل نيتها شن هجمات حتى داخل الولايات المتحدة».
تأتى تصريحات «ريد» بعد أن قال السيناتور الجمهورى، جيم بانكس، من إنديانا على قناة فوكس نيوز، إن ترامب استأصل ودمر خلافة داعش فى ولايته الأولى وأنه سيفعل ذلك مرة أخرى خلال ولايته الثانية.
من جانبه، قال السيناتور راند بول، رئيس لجنة الأمن الداخلى بمجلس الشيوخ، إن إدارة ترامب يجب أن تعيد تقييم ما إذا كان ينبغى أن يكون لدينا قوات فى سوريا من الأساس، مضيفًا أن وجود القوات الأمريكية قد يكون عائقًا أكثر من كونه أصلًا استراتيجيًا. وأكد فى مقابلة على NBC أن الجنود الذين قتلوا هم أبطال، لكن الغرض من وجودهم فى سوريا يجب أن يُعاد النظر فيه.














0 تعليق