أستراليا تشدد قوانين حيازة الأسلحة بعد مقتل 16 شخصا في هجوم سيدني

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أستراليا صدمة كبيرة بعد حادث إطلاق نار جماعي مروع على شاطئ بوندي في مدينة سيدني، حيث أودى بحياة 16 شخصا خلال احتفال يهودي بعيد الأنوار حانوكا، ما دفع السلطات الأسترالية إلى الإعلان عن تشديد قوانين حيازة الأسلحة بشكل عاجل وفوري، الحكومة استجابت للكارثة بمراجعة صارمة لجميع تراخيص الأسلحة النارية بهدف منع تكرار مثل هذه المأساة.

فرض إجراءات صارمة بعد هجوم سيدني

أعلنت الشرطة الأسترالية أن المشتبه به الأكبر سنا، البالغ من العمر 50 عاما، قتل في موقع الحادث، بينما نقل ابنه البالغ من العمر 24 عاما إلى المستشفى في حالة حرجة، مؤكدة أن الأب والابن متهمان بتنفيذ الهجوم. 

وذكرت تقارير محلية أن المشتبه بهما هما ساجد أكرم وابنه نويد أكرم، فيما أعاد الهجوم الجدل حول كفاية قوانين حيازة الأسلحة في أستراليا رغم صرامتها.

أوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون أن المهاجمين أطلقوا النار على المشاركين في احتفالات حانوكا لمدة تراوحت بين 10 و20 دقيقة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الرجال والنساء والأطفال، في حين فر رواد الشاطئ في حالة من الذعر. 

تراوحت أعمار الضحايا بين 10 و87 عاما، ومن بينهم حاخام وأب لخمسة أبناء وناج من المحرقة وامرأة سلوفاكية وطفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.

73.webp

تدخل بطولي أنقذ عشرات الأرواح

شهد الحادث تصرفا بطوليا من الشاب السوري أحمد الأحمد، البالغ من العمر 43 عاما، الذي تمكن من انتزاع سلاح أحد المسلحين بيديه العاريتين خلال الهجوم، مما أجبر المهاجم على التراجع. 

أصيب الأحمد بطلقتين في الكتف أثناء تصديه للهجوم، وتم نقله إلى المستشفى، وأدى تدخله إلى إنقاذ العديد من المدنيين، حيث تجاوزت حملة التبرعات لدعمه مليون دولار أمريكي بمشاركة أكثر من 18 ألف متبرع، بما في ذلك مساهمة من الملياردير بيل أكمان بقيمة 100 ألف دولار.

وأشاد رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز بشجاعة أحمد الأحمد، مؤكدا أن عددا أكبر من الأرواح كان سيفقد لولا تصرفه البطولي.

الحكومة الأسترالية تتخذ خطوات عاجلة

صرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أنه سيقترح تشديد قوانين حيازة الأسلحة على المستوى الوطني، بما في ذلك الحد من عدد الأسلحة التي يمكن للأفراد امتلاكها أو الحصول على ترخيص لها، ومراجعة دورية للتراخيص لضمان عدم استمرارها دون رقابة، وإجراء فحوصات دقيقة للتأكد من الالتزام بالقوانين، وأكد ألبانيز أن السلطات ستفعل كل ما يلزم لمنع أي تحول نحو التطرف أو استخدام الأسلحة بشكل غير قانوني.

داهمت الشرطة منازل منفذي الهجوم، بما في ذلك منزل العائلة في بوني ريج وعنوان آخر في كامبسي، وتم ضبط ستة أسلحة نارية، حيث ستحدد التحقيقات ما إذا كانت هذه الأسلحة المرخصة للأب.

صدى دولي للحدث

أدانت بولندا الحادث بشدة، مؤكدة أن الكراهية تولد العنف والإرهاب، ومتضامنة مع ضحايا الهجوم، فيما أرسل البابا لاون الرابع عشر برقية تعزية للمطران أنطوني فيشر معربا عن حزنه العميق تجاه ضحايا الحادث، داعيا لتعزيز الحوار بين الأديان ونبذ العنف والكراهية.

من ناحية أخرى، انتقد محللون سياسيون محاولات إسرائيل استغلال الحادث لتدويل مفهوم المعاداة للسامية وربطه بالقضية الفلسطينية، مؤكدين أن هذا الربط يستخدم لتعزيز شرعية الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، فيما أوضح نعمان توفيق العابد المحلل السياسي الفلسطيني أن الفلسطينيين يرفضون قتل المدنيين الأبرياء في كل مكان، سواء كانوا يهودا أو مسلمين أو مسيحيين.

e57578829c.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق