تحول يوم الاحتفال بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مدينة ليفربول البريطانية إلى كارثة غير متوقعة بعدما أقدم سائق على دهس حشود من المشجعين، ما أدى إلى إصابة أكثر من 130 شخصا بينهم أطفال، مخلفا موجة رعب وفوضى عارمة وسط المدينة.
اندفاع سيارة وسط الجماهير يحول الفرح إلى رعب
شهدت مدينة ليفربول البريطانية حادثا مأساويا خلال احتفال جماهيري بفوز نادي ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يوم الاثنين 26 مايو 2025، عندما اندفعت سيارة بشكل متعمد نحو الحشود، ما أدى إلى إصابة 134 شخصا تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و77 عاما.
وكان الرضيع تيدي إيفسون البالغ من العمر ستة أشهر أصغر الضحايا، وقد قذف مع عربته لمسافة تقارب خمسة أمتار، في حادثة صدمت المدينة بأكملها.
وأكدت محكمة ليفربول الجزائية أن السائق بول دويل، البالغ من العمر 54 عاما، قاد سيارة فورد غالاكسي تيتانيوم الرمادية في البداية لأخذ عائلته من وسط المدينة، لكنه تحول لاحقا إلى تهديد مباشر للحشود في شارع ديل ستريت الساعة الخامسة وأربعة وخمسين دقيقة مساء، متجاهلا قواعد المرور ومواصلا السير في المسار المخصص للمشاة في شارع ووتر ستريت المزدحم.
أظهرت تسجيلات كاميرات السيارة حجم الفوضى والرعب، حيث حاول الناس سحب أطفالهم بسرعة، وتحطم الزجاج الأمامي، وسقط بعض المشاة تحت عجلات السيارة، ما جعل المشهد أشبه بكارثة حقيقية في قلب المدينة.
استخدام السيارة كسلاح والاعتراف بالجرائم
أوضح الادعاء أن بول دويل استخدم سيارته كسلاح بهدف إلحاق أذى جسيم بالحضور، وأقر دويل الشهر الماضي ب31 تهمة، شملت القيادة الخطرة، وإحداث الشغب، ومحاولة التسبب في أذى جسدي متعدد مع سبق الإصرار، إضافة إلى تهم إلحاق أذى جسيم ب29 شخصا. وأوضح ممثل الادعاء أن المتهم فقد أعصابه أثناء محاولته الوصول إلى وجهته، ما حول يوما كان يفترض أن يكون احتفالا بالفرح إلى كارثة تهز المدينة.
وأكد المدعي بول جريني أن بعض الموجودين في موقع الحادث اعتقدوا في البداية أن ما يحدث هو هجوم إرهابي، نظرا لطبيعة الحادث وشدة الاصطدام بالحشود.
وأوضح أن الحادث لم يكن مدفوعا بأي دوافع أيديولوجية، بل كان ببساطة نتيجة فقدان بول دويل أعصابه ورغبته في الوصول إلى وجهته.
وأضاف أن نية دويل كانت التسبب في أذى خطير للمشاركين في التجمع، ما جعل الحادثة واحدة من أكثر الوقائع الصادمة في تاريخ ليفربول الحديث.
تداعيات الحادث على المدينة والمجتمع المحلي
بدأت السلطات البريطانية، وخصوصا في مدينة ليفربول، في متابعة تداعيات حادث ليفربول، حيث تستمر المدينة في التعافي من آثار الفوضى والرعب الذي خلفه.
وقدمت الجهات المختصة الدعم النفسي والمعنوي للضحايا وعائلاتهم، بينما يترقب الجميع الحكم النهائي للقاضي أندرو ميناري المقرر صدوره يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025.
يعد حادث ليفربول نقطة تحول في طريقة إدارة التجمعات والاحتفالات الجماهيرية في بريطانيا، مع التركيز على زيادة الإجراءات الأمنية لمنع تكرار مثل هذه المواقف، التي أظهرت مدى هشاشة السلامة العامة أمام تصرفات فردية.
يعكس حادث ليفربول حجم المخاطر التي يمكن أن تنتج عن فقدان الانضباط والانفعالات الفردية في أماكن مزدحمة، ويؤكد ضرورة تكثيف الرقابة والتخطيط الأمني للفعاليات الجماهيرية.
كما يشدد الحادث على أهمية التعليم المروري والوعي العام حول مخاطر القيادة الخطرة في شوارع المدينة، خصوصا أثناء المناسبات الكبرى.


















0 تعليق