أكد الدكتور رضوان قاسم، الباحث في العلاقات الدولية، من برلين، أن لا أمل كبير من اللقاءات بمحادثات برلين، خاصة أنها تتناقض إلى حد كبير مع الرؤية الأمريكية لعملية السلام في أوكرانيا، مشددًا على أن الدول الأوروبية اليوم تحاول أن تكون مستقلة عن السياسات الأمريكية، وتسعى لتقديم دعم مستقل لأوكرانيا، وتتصدر ألمانيا هذه المبادرة لتقديم المزيد من الدعم العسكري والاقتصادي. 

وأشار “قاسم”، خلال مداخلة عبر الإنترنت على “إكسترا نيوز”، إلى أن هذا يدل على أن الاجتماعات قد تبدو ظاهريًا على اتفاق بين الدول الأوروبية، لكن خلف الكواليس هناك الكثير من التناقضات والخلافات، ليس فقط بين أوروبا والولايات المتحدة، بل بين الدول الأوروبية نفسها.

وأضاف: “الطبيعي أن نتحدث عن مفاوضات بين الأوكرانيين والروس، لكن الحديث الآن يدور حول مفاوضات بين الأوكرانيين والأمريكيين فقط، وهذا غير منطقي بعد سنوات من الحرب، لأن زيلينسكي في الواقع يعمل كـ 'ساعي بريد' لأوروبا، فالقرار ليس بيده مطلقًا، بل بيد الأوروبيين الذين يوجهونه للقبول أو الرفض”.

وأوضح أن اللقاء الأخير بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي السابق ترامب انتهى بموافقة زيلينسكي على معظم البنود، لكنه تراجع بعد تدخل بعض القادة الأوروبيين، مما يوضح أن القرار النهائي يعود للدول الأوروبية وليست الأوكرانية وحدها.

وتابع: “المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة بمفردها لن تنجح، لأن أي اتفاقية يجب أن تحظى بموافقة الأوروبيين، خاصة أن الدعم الأوروبي موجه بالكامل لأوكرانيا وزيلينسكي على المستويين المادي والعسكري، لذا لا يمكن له اتخاذ قرار دون الرجوع إلى الاتحاد الأوروبي”.