سامسونج تؤجل إيقاف إنتاج DDR4 بعد قفزة تاريخية في الأسعار

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة تعكس حجم التقلبات التي يشهدها سوق مكونات الحواسيب عالميًا، قررت شركة سامسونج الكورية تأجيل إغلاق خط إنتاج ذواكر DDR4، رغم أنها كانت قد أعلنت في وقت سابق من العام الجاري نيتها إنهاء هذا النوع من الإنتاج بحلول نهاية 2025، والتركيز بشكل أكبر على ذواكر DDR5 وLPDDR5 وذواكر HBM المرتبطة بازدهار تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقارير صناعية متخصصة، جاء هذا القرار بعد تسجيل أسعار وحدات DDR4 سعة 16 جيجابايت رقمًا قياسيًا في السوق الفورية، حيث وصلت إلى نحو 60 دولارًا للوحدة الواحدة، وهو مستوى سعري غير مسبوق جعل استمرار الإنتاج خيارًا اقتصاديًا مغريًا لسامسونج، حتى ولو لفترة مؤقتة.

 هذا الارتفاع الحاد في الأسعار أعاد ذواكر DDR4 إلى دائرة الاهتمام، بعد أن كان يُنظر إليها باعتبارها تقنية في طريقها إلى الخروج التدريجي من السوق.

التقارير تشير إلى أن سامسونج لا تخطط لإنشاء خطوط إنتاج جديدة لذواكر DDR4، لكنها في الوقت نفسه لن تُغلق خطوطها الحالية في الوقت الراهن، مستفيدة من الطلب المرتفع والعوائد الجيدة التي تحققها هذه الذواكر، خاصة في ظل النقص العالمي في بعض أنواع الذاكرة واشتداد المنافسة على خطوط الإنتاج المتاحة.

وفي تطور لافت، أفادت مصادر بأن أحد عملاء سامسونج وقّع بالفعل عقدًا من نوع غير قابل للإلغاء أو الإرجاع، المعروف اختصارًا بعقود NCNR، لضمان حصوله على إمدادات ثابتة من ذواكر DDR4. 

هذا النوع من العقود يعني أن العميل يلتزم بشراء كمية محددة من الذواكر بسعر متفق عليه مسبقًا، دون إمكانية تعديل السعر أو الكمية لاحقًا، بغض النظر عن تغيرات السوق.

وتوفر هذه العقود استقرارًا نسبيًا للطرفين. فمن جهة، يحصل العميل على ضمان بعدم تأثر إمداداته بالتقلبات الحادة التي يشهدها سوق الذاكرة حاليًا، والتي يغذيها الطلب المتزايد من شركات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. 

ومن جهة أخرى، تحمي سامسونج نفسها من مخاطر تراجع الأسعار مستقبلًا، خاصة في حال حدوث فائض في إنتاج ذواكر DDR5 أو HBM، وهو سيناريو محتمل إذا تباطأ نمو الطلب المرتبط بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن سعر وحدات DDR4 ضمن عقود NCNR قد يتجاوز 20 دولارًا للوحدة سعة 16 جيجابايت، مع احتمالية مراجعته بالزيادة لاحقًا إذا استمرت ضغوط الطلب. 

ورغم أن هذا السعر يبدو منخفضًا مقارنة بسعر السوق الفورية الحالي، فإنه يظل جذابًا لسامسونج على المدى الطويل، لأنه يضمن هوامش ربح مستقرة بعيدًا عن التقلبات اليومية.

لكن الجانب الأقل تفاؤلًا في هذه القصة يتمثل في طبيعة العميل الذي يسعى لتأمين هذه العقود طويلة الأجل، فالمعلومات المتداولة تشير إلى أن الاهتمام الأكبر يأتي من شركات تركز على تطبيقات الخوادم ومراكز البيانات، وليس من شركات تصنيع الحواسيب أو المنتجات الموجهة مباشرة للمستهلك النهائي، هذا يعني أن مستخدمي الحواسيب الشخصية، أو من يخططون لترقية أجهزتهم، لا ينبغي أن يتوقعوا انفراجة قريبة في أسعار ذواكر DDR4.

وعلى الرغم من أن استمرار إنتاج DDR4 قد يبدو خبرًا إيجابيًا للوهلة الأولى، فإن الواقع يشير إلى أن أزمة نقص الذاكرة وارتفاع الأسعار ستظل قائمة في المدى المنظور، خاصة مع تركيز كبار المصنعين، وعلى رأسهم سامسونج، على تلبية الطلب المتسارع على الذواكر المتقدمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

في المحصلة، يعكس قرار سامسونج تأجيل إغلاق خط إنتاج DDR4 مزيجًا من البراغماتية الاقتصادية والحذر الاستراتيجي. فالشركة تستغل الفرصة التي يوفرها السوق حاليًا لتحقيق أرباح إضافية، دون الالتزام باستثمارات جديدة طويلة الأجل في تقنية باتت، نظريًا، في مراحلها الأخيرة. وبينما تستمر المنافسة على الذواكر من الجيل الجديد، يبقى DDR4 حاضرًا بقوة، مدفوعًا بطلب لم يكن في الحسبان، وأسعار تؤكد أن هذه التقنية القديمة نسبيًا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق