"مع إسدال الستار على عام 2025، يظهر حصاد محاكم الأسرة كمرآة تعكس التغيرات الكبيرة في مجتمعنا فخلف آلاف الملفات والنزاعات غير التقليدية التي شهدتها قاعات المحاكم، نجد أن هذا المكان لم يعد مجرد ساحة للمشاحنات، بل أصبح المأوى الذى يسعى فيه القانون لترميم ما هدمته الخلافات وإعادة الحقوق لأصحابها، حفاظًا على ما تبقى من روابط عائلية.
وتتنوعت قضايا محكمة الأسرة في عام 2025 ما بين نزاعات النفقة وحضانة الصغار وصراعات المواريث، لتعكس في مجملها أدق تفاصيل الحياة اليومية والضغوطات التي تواجه الأسر.
في السطور التالية، نرصد لكم أهم وأبرز القضايا التي نظرتها محكمة الأسرة على مدار عام 2025."
سيدة فى دعوى خلع: "زوجى باع ورثى عشان يجوز أخوه"
لجأت سيدة لمحكمة الأسرة بزنانيري بالقاهرة لرفع دعوى قضائية ضد زوجها تطالب فيها بخلعه لبيعه ميراثها لتسديد نفقات زواج شقيقه وتحمل الدعوى رقم "688" لسنة 2025.
وقالت "دعاء.م" فى دعواها: أجبرنى والدى على الزواج من ابن عمى الأرمل والذى يكبرنى بـ15 سنة ولديه 3 أبناء، فبدلًا من أن أعيش حياتى مثل أى عروس في سنى أصبحت مسئولة عن 3 أطفال صغار ومر على زواجى أربع سنوات لم أعش فيهم حياتى مطلقًا، وكنت دائمًا مضغوطة نفسيًا بسبب متطلباته ومتطلبات أبنائه التى لا تنتهى، فتزوجنى لأكون خادمة لأبنائه ليس أكثر.
وأضافت الزوجة: بعد وفاة والدى طالب زوجى بكل ميراثي من أشقائى من أرض وحقي في منزل والدى وأوهمنى بأنه قام بوضع حقى الذى يبلغ 500 ألف جنيه كوديعة باسمى في البنك وبعد مرور شهور، تفاجأت بأنه قام بفتح مزرعة دواجن كما أعطى شقيقه 200 ألف جنيه ليشترى خشب زواجه وكتب عليه إيصالات أمانة لتسديده فيما بعد وبسؤاله عن مصدر هذه الأموال أخفى عنى حقيقة أنها أموال ميراثي، فتوجهت للبنك واكتشفت عدم وجود وديعة باسمى مثلما أخبرنى.
طبيبة تكتشف أنها الزوجة الرابعة لنصاب محترف: "سرق شقايا"
تقدمت طبيبة جلدية إلى محكمة الأسرة فى القاهرة الجديدة، لرفع دعوى تطالب فيها بتطليقها من زوجها واسترداد حقوقها المالية، بعد أن اكتشفت أنه نصاب محترف تزوج منها طمعًا فى أموالها، واستولى منها على مبالغ مالية ومصوغات ذهبية تجاوزت قيمتها نصف مليون جنيه، وتتفاجأ فى النهاية بأنها الزوجة الرابعة فى حياته.
قالت الطبيبة، فى دعواها، إنها تعرفت على المتهم أثناء عملها خارج البلاد، حيث نشأت بينهما علاقة صداقة سرعان ما تحولت إلى ارتباط عاطفى، أظهر خلالها اهتمامًا بالغًا وحرصًا دائمًا على التواصل معها، حتى عادا إلى مصر وأقاما حفل خطوبة كبيرًا، وتم الزواج بعد 6 أشهر.
الزوج رفض كتابة قائمة منقولات بحجة أنه كثير السفر
وأضافت أن الزوج رفض كتابة قائمة منقولات بحجة أنه كثير السفر، وأن ظروف عمله تفرض عليه التنقل الدائم، إلا أن والدها أصر على توثيق القائمة لحماية حقوقها، مشيرة إلى أن زواجهما تم فى شقتها الخاصة، التى «اشترتها من تعب سنوات الغربة».
وواصلت: “المفاجأة بدأت بعد شهر من الزواج، عندما بدأ الزوج فى اختلاق الأعذار وادعاء مروره بأزمة مالية فى شركاته المزعومة، طالبًا منى مساعدته مؤقتًا حتى تتحسن أوضاعه، خلال 3 أشهر فقط حصل منى على 300 ألف جنيه نقدًا، إضافة إلى مصوغات ذهبية بقيمة نحو 200 ألف جنيه، بزعم أنه سيعيدها لاحقًا”.
وأكملت: “ظننت أن الوقوف بجانبه واجب الزوجة المخلصة، لكنى لاحظت استهتاره واستغلاله، فرفضت منحه أموالًا أخرى، ليبدأ فى افتعال المشكلات ويتركنى دون سبب. هنا قررت الاستعلام عن خلفيته، فكانت الصدمة”.
وتابعت، اكتشفت أنه متزوج من 3 سيدات قبلى، وأننى الزوجة الرابعة، وعندما واجهته بالحقيقة، ساومنى على الطلاق مقابل التنازل عن حقوقى، لكننى رفضت وحررت ضده محضرًا، اتهمته فيه بالنصب والتزوير، بعدما تبين أن أوراق الشركة التى ادّعى امتلاكها مزيفة، وأنه يعيش من خلال الاحتيال على السيدات، والاستيلاء على أموالهن.
جدة تطالب طليق ابنتها بنفقة أحفادها: لا يتحمل المسؤولية
طالبت سيدة ستينية بمحكمة الأسرة بزنانيرى بالقاهرة، برفع دعوى قضائية ضد طليق ابنتها لمطالبته بنفقة أحفادها، بعد أن رفض الإنفاق عليهم وتحمل مسئوليتهم.
نعيش فى مأساة منذ عام ونصف
قالت الجدة إنها تعيش فى مأساة منذ عام ونصف، ولم تجد فى النهاية حلًا سوى اللجوء إلى محكمة الأسرة للمطالبة بحقوق هؤلاء الأطفال. وأوضحت أن الأمر بدأ حينما قررت ابنتى الانفصال عن زوجها، وقالت إنه يتعدى عليها بالضرب بشكل مستمر فضلًا عن أنه بخيل جدًا. واتهمها بأنها تخونه»، مضيفة: «الأب أثبت فى جلسة عرفية وجود علاقة، وطلق ابنتى بعد تنازلها عن كل حقوقها بما فى ذلك حضانة الأطفال.
وتابعت عاش أحفادى حياة بائسة مع والدهم، إذ اعتبرهم ليسوا أبناءه، وكان يتركهم فى الشقة لأيام دون طعام أو رعاية، وأضافت: بعد ذلك تزوجت ابنتى من الشخص الذى تركت زوجها من أجله.. ضحت بكرامتها وبزوجها وأطفالها لترضى هذا الرجل، ولم تسأل عن أولادها منذ زواجها.
وأشارت إلى أن الوضع ازداد سوءًا بعد أن تزوج طليق ابنتها أيضًا، إذ أصبحت معاملة زوجته للأطفال قاسية ومليئة بالعنف، كانت تضربهم وتعاقبهم بحرمانهم من الطعام.
وقالت: تلقيت اتصالًا من حفيدتى الكبرى تقول فيه إنها ستموت من شدة الجوع، بسبب تعنيف زوجة أبيها، فارتديت ملابسى فورًا وتوجهت إلى منزلهم وأحضرت الأحفاد الثلاثة معى. وعند علم الأب بالأمر غضب واعتدى علىّ بالضرب، وقال إنه لن ينفق عليهم.
ولفتت إلى أن سنها تجاوزت 65 عامًا، ولا تستطيع العمل لتوفير احتياجات الأطفال، لذا لجأت إلى القضاء للمطالبة بحقوق الأطفال المشروعة.
أب يستغيث: أريد أبنائى فى أحضانى لا فى الغربة مع والدتهم
شهدت محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة دعوى أقامها مهندس كهرباء، يطالب فيها بضم حضانة أبنائه إليه، بعد أن اتهمت طليقته والده الكفيف بالتحرش بها، ثم سافرت إلى الخارج للعمل تاركة الأطفال فى رعاية والدتها البالغة من العمر 71 عامًا.
وعن تفاصيل ما حدث يقول الأب، أكثر ما دفعنى لإنهاء الزواج هو اتهامها والدى الكفيف، خلال جلسة صلح، بأنه تحرش بها، فقد قالت هذا فقط من أجل أن تعيش بعيدًا عن أهلى، وعندما طلبت منها أن تحلف على المصحف رفضت، ثم اعترفت بأنها قالت ذلك كذبًا، فطلقتها فورًا أمام الحاضرين، وأعطيتها جميع حقوقها الشرعية.
وأوضح أنه رغم حصول زوجته على كامل حقوقها، فإنها لم تتوقف عن إيذائه، بحرمانه من رؤية أبنائه والإساءة إليه أمامهم، مشيرًا إلى أن حياته الزوجية مع طليقته استمرت 7 سنوات وكانت كلها مليئة بالمشكلات.
وأضاف كانت دائمة السباب، وتسعى لإبعادى عن أسرتى، وتمنعنى حتى من تقديم المساعدة لوالدى، ما جعلنى أرى أن الطلاق كان الحل الوحيد لإنهاء الخلافات.
وتابع فوجئت بأنها سافرت إلى الخارج بحثًا عن عمل، تاركة أبنائى مع والدتها المسنّة، وعندما طلبت أن أضمهم لرعايتى رفضت بشدة، بل منعتنى من رؤيتهم، ثم عادت إلى مصر فترة قصيرة مدعية أنها فشلت فى الاستقرار بالخارج، لكنها ما لبثت أن غادرت مرة أخرى.
ونوه الأب، فى دعواه، بأن ابنه الأكبر أخبره مؤخرًا بأن والدته تخطط لاصطحابهم معها خارج البلاد دون علمه، ما جعله يخشى على مستقبل أبنائه واستقرارهم، لذا لجأ إلى رفع دعوى أمام محكمة الأسرة طالب فيها بضم حضانة أبنائه إليه ومنع سفرهم خارج البلاد، خاصة أن بقاءهم مع جدتهم المسنّة أو سفرهم مع أمهم التى تتنقل بين الدول يعرض مستقبلهم للخطر
منى تطلب الخلع: «اتهموا زوجى بالتحرش فتحولت حياتى إلى جحيم»
داخل محكمة الأسرة فى "زنانيرى"، جلست "منى. ح"، سيدة فى أوائل الثلاثينيات، تنتظر دورها فى الوقوف أمام القاضى، لتروى أسباب طلبها الخلع من زوجها المُدرس، بسبب اتهامه بالتحرش بإحدى طالباته فى المدرسة.
وقالت السيدة، أمام القاضى "قررت اللجوء لطلب الخلع من زوجى، بعد ما فاض بى الكيل، ولم أجد ملجأ سوى القضاء. قرارى بطلب الخلع ليس بسبب خلافات عادية بين أى زوجين، بل بسبب فضيحة هزت حياتنا من أساسها، فزوجى مُعلم فى مدرسة منذ 13 سنة، وتم اتهامه بالتحرش بإحدى طالباته، ومن حينها أنا وأولادى غير قادرين على العيش وسط الناس".
وأضافت الزوجة، عشت معه 12عامًا، رُزقنا خلالها بـ3 أبناء، وكانت حياتنا مليئة بالاستقرار رغم بعض الخلافات المعتادة. لكن كل شىء تبدل فى لحظة، حين تلقيت مكالمة صادمة من أخت زوجى وهى منهارة وتقول لى إن الأمن ألقى القبض على زوجى من المدرسة، بعد ما اتهمته طالبة بالتحرش بها، لتسوّد الدنيا أمام عينى، غير مُصدقة ما أخبرتنى به.
وواصلت، انتشرت القصة فى المنطقة التى نقيم فيها بسرعة البرق، وأصبحنا جميعًا فى مواجهة كلام الجيران ونظراتهم لنا. أصبحت أنا وأولادى نعيش منبوذين من الجيران، والكل يتهامس علينا، وأبنائى يسمعون أسوأ حديث عن والدهم المتحرش.
وأشارت إلى أن الأمر لم يقتصر على المجتمع المحيط فقط، بل امتد إلى الأقارب والأهل، مضيفة أهلى أصبحوا مُحرجين من الكلام الذى يُقال عن زوجى، وشقيقى امتنع عن الحضور لزيارتى، وقال لى "سمعتنا اتشوهت بسبب جوزك، وأمى تبكى وتقول لى: لازم تنفصلى عنه عشان نعيش بكرامة وسط الناس".














0 تعليق