12 ألف دولار و7 آلاف دولار لجناح فاخر في ليلة رأس السنة، وأرقام تقترب من نصف مليون جنيه للإقامة القصيرة.. هكذا تبدو خريطة أسعار الفنادق في القاهرة والجيزة مع اقتراب احتفالات رأس السنة، في مشهد يعكس طفرة غير مسبوقة في الطلب السياحي، جعل بعض الفنادق تعمل عمليًا وفق تسعير موجّه للأجانب والسياحة مرتفعة الإنفاق.
الأسعار القياسية التي ظهرت على مواقع الحجز خلال الأسابيع الأخيرة تعكس موسمًا استثنائيًا للفنادق المصرية، مدفوعًا بذروة الموسم الشتوي، وتزامنها مع أحداث سياحية كبرى أعادت القاهرة إلى صدارة خريطة السياحة العالمية.
انتعاش سياحي يرفع سقف الأسعار
يشهد القطاع السياحي في مصر موجة انتعاش قوية، مع تدفقات سياحية كثيفة منذ افتتاح المتحف المصري الكبير، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في الإشغالات، خاصة في فنادق القاهرة الكبرى والجيزة.
ووفق بيانات حديثة، استقبلت مصر نحو 15.6 مليون سائح خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025، بزيادة تجاوزت 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما انعكس مباشرة على أسعار الإقامة، لا سيما في الفنادق الفاخرة.
مصادر سياحية أكدت أن نسب الإشغال تجاوزت 90% في عدد كبير من فنادق الخمس نجوم، مع توقعات بامتلاء كامل خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر، بالتزامن مع أعياد الكريسماس ورأس السنة.
لماذا قفزت أسعار فنادق القاهرة؟
يرجع خبراء السياحة الارتفاع الحاد في أسعار الإقامة إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:
زيادة الطلب خلال موسم الشتاء والعطلات العالمية.
ارتفاع عدد الرحلات قصيرة المدة إلى القاهرة بعد افتتاح المتحف المصري الكبير.
نمو سياحة رجال الأعمال والأثرياء، خاصة من أوروبا وآسيا.
ارتفاع التكاليف التشغيلية عالميًا، وتأثير التضخم على أسعار الخدمات.
اعتماد الفنادق على أنظمة التسعير الديناميكي المرتبطة بالإشغال والأحداث الكبرى.
ووفق تقرير متخصص في القطاع الفندقي، ارتفع متوسط السعر اليومي للغرف بنحو 15% مقارنة بالعام الماضي، مع استمرار الاتجاه الصعودي حتى نهاية العام.
أرقام فلكية في فنادق الخمس نجوم
مسح لأسعار الإقامة على منصات الحجز الإلكترونية كشف عن مستويات غير مسبوقة، خاصة في الأجنحة الفاخرة، حيث سجل جناح مطل على النيل في أحد فنادق القاهرة الكبرى نحو 575 ألف جنيه لليلة الواحدة، أي ما يعادل قرابة 12 ألف دولار.
وجاءت أسعار الإقامة في عدد من الفنادق البارزة كالتالي:
شتيجنبرجر براميدز كايرو: نحو 89 ألف جنيه لليلة، بإطلالة مباشرة على الأهرامات.
ذا سانت ريجيس القاهرة: قرابة 60 ألف جنيه.
هيلتون جراند نايل: في نفس النطاق السعري.
فورسيزونز نايل بلازا: أكثر من 45 ألف جنيه.
ماريوت مينا هاوس: يقترب من 38 ألف جنيه لليلة.
وتشير البيانات إلى أن هذه الأسعار تمثل زيادة تتراوح بين 30 و50% مقارنة بالعام الماضي، مع توقعات بمزيد من الارتفاع مع اقتراب ليلة رأس السنة.
هل الأسعار مبالغ فيها؟
أثارت القفزات السعرية جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض مبالغة لا تتناسب مع متوسط الدخول، بينما يرى متخصصون أن ما يحدث هو تطبيق طبيعي لقانون العرض والطلب، خاصة في ظل إشغالات شبه كاملة وأحداث عالمية كبرى.
غرفة السياحة أكدت أن هذه الممارسات ليست استثنائية، بل تتكرر في كبرى المدن السياحية حول العالم خلال المواسم والأحداث الكبرى.
تأثير اقتصادي وفرص استثمارية
على الجانب الآخر، ينظر المسؤولون إلى هذا الارتفاع باعتباره فرصة لتعظيم إيرادات السياحة، أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للاقتصاد المصري. وتستهدف الدولة تحقيق 18.3 مليار دولار إيرادات سياحية بنهاية السنة المالية 2025/2026.
وخلال 2025، تم افتتاح عشرات الفنادق الجديدة، مع خطط لإضافة مئات المنشآت الفندقية بحلول 2030، خاصة في الجيزة والمناطق المحيطة بالمواقع الأثرية، بهدف استيعاب الطلب المتزايد وتحقيق توازن سعري مستقبلي.
بدائل أقل تكلفة للسياح
رغم الأسعار المرتفعة في فئة الخمس نجوم، لا تزال هناك بدائل مناسبة للميزانيات المتوسطة، سواء في فنادق الثلاث والأربع نجوم أو ما يُعرف بـ«البوتيك هوتيلز»، التي سجلت إشغالات مرتفعة بأسعار تتراوح بين 60 و90 دولارًا لليلة في بعض المناطق الأثرية.
وينصح خبراء السياحة بالحجز المبكر، أو اختيار الإقامة خارج نطاق وسط المدينة خلال فترات الذروة، لتفادي الأسعار القياسية.


















0 تعليق