تنظم الطرق الصوفية، مساء اليوم السبت، احتفالات موسعة بمولد الإمام علي زين العابدين، رضي الله عنه، حول مسجده بالسيدة زينب، وسط مشاركة الآلاف من مريدي الصوفية ومحبي آل البيت، وبحضور عدد كبير من علماء الأزهر الشريف وشيوخ التصوف، وذلك في عدد من المساجد والمقامات الكبرى التي اعتادت استقبال هذه المناسبة سنويًا.

ومن المقرر أن تنطلق فعاليات الاحتفال عقب صلاة المغرب، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، يعقبها عقد مجالس الذكر والابتهالات والمديح النبوي، التي تتناول السيرة العطرة للإمام علي زين العابدين، وما عُرف عنه من تقوى وزهد وعبادة وعلم، إلى جانب استحضار مواقفه التي جسدت الصبر والثبات وحسن الخلق.

ويتضمن برنامج الاحتفال إلقاء عدد من الكلمات الدينية من علماء الأزهر الشريف ودعاة الطرق الصوفية، تتناول مكانة الإمام علي زين العابدين بين آل بيت النبي ﷺ، ودوره العلمي والروحي، وما تحمله سيرته من دروس في التسامح، والاعتدال، والإخلاص في العبادة، مؤكدين أن الاحتفال بمولد آل البيت يُعد فرصة لتجديد القيم الأخلاقية والروحية في المجتمع.

كما يشارك شيوخ الطرق الصوفية بكلمات توعوية، يشددون خلالها على أهمية هذه المناسبة في ترسيخ المحبة بين الناس، وتعميق الانتماء للهوية الدينية الوسطية، مشيرين إلى أن الإمام علي زين العابدين يمثل نموذجًا فريدًا للعالم العابد الذي جمع بين العلم والعمل، وكان قدوة في السلوك والمعاملة.

وأكد الشيخ سالم الجازولي شيخ الطريقة الجازولية وعضو المجلس الاعلي للصوفية لـ"الدستور" أن الاستعدادات جرت على مدار الأيام الماضية، حيث تم تجهيز أماكن الذكر، وتنظيم دخول المشاركين، بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان خروج الفعاليات في أجواء يسودها النظام والالتزام، مع توفير سبل الراحة للمشاركين.

وأوضح شيخ الطريقة الجازولية أن احتفالات الصوفية بمولد الامام علي زين العابدين تختتم مساء اليوم  بالدعاء لمصر وللأمة الإسلامية بالأمن والاستقرار، ورفع الأكف بالدعاء بأن يحفظ الله البلاد والعباد، وسط أجواء روحانية عامرة بالسكينة والخشوع، في مشهد يعكس استمرار تقاليد الاحتفال بمناسبات آل البيت باعتبارها جزءًا أصيلًا من التراث الديني والروحي.