في اليوم العالمي للغة العربية.. قصص الفنانين مع لغة الضاد: «ملهاش كبير»

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في اليوم العالمي للغة العربية، يفتح الفنانون قلوبهم للحديث عن علاقتهم بلغة الضاد، مؤكدين أنها ليست مجرد أداة للتعبير الفني، بل جوهر الهوية وركيزة أساسية في تشكيل الوعي والثقافة، وجاءت تصريحات عدد من نجوم الفن لتعكس عمق هذه العلاقة، وتكشف كيف لعبت اللغة العربية دورًا محوريًا في مسيرتهم الفنية والإنسانية.

أشرف عبد الغفور واللغة العربية الفصحى

الفنان الكبير أشرف عبد الغفور أوضح في لقاء سابق له رصده موقع تحيا مصر أن علاقته باللغة العربية لم تكن قوية في بدايتها، إذ كانت تشبه علاقة طالب الثانوية العامة بالمادة الدراسية، لكنها تطورت بشكل حقيقي مع دخوله عالم الاحتراف، خاصة بعد دراسته للتمثيل وعمله في الإذاعة. 

أشرف عبد الغفور - أحمد فؤاد سليم - أحمد راتب

وأكد أن الفضل الأكبر في تعميق فهمه للغة العربية يعود إلى الإذاعي والمخرج والممثل الراحل محمد الطوخي، الذي كان له تأثير بالغ في وعيه اللغوي. وأضاف عبد الغفور أنه كان يخصص جزءًا كبيرًا من دخله لشراء القواميس والمعاجم، ولا يزال حتى اليوم يبحث ويتعلم، مشددًا على أن اللغة العربية “ملهاش كبير”، وأنه من عشاقها الحقيقيين.

حكايات أحمد راتب مع اللغة العربية

أما الفنان الراحل أحمد راتب، فقد ارتبطت اللغة العربية لديه بالبيت والأسرة، حيث نشأ في بيئة تقدّر الشعر والأدب، وأشار إلى أن والده، رغم كونه غير متعلم تعليمًا نظاميًا، كان عاشقًا للغة العربية، وحرص على تعليم نفسه بنفسه، وكان يتحدث مع أبنائه بالفصحى ويطلب منهم إعراب الجمل البسيطة، ما جعلهم ينشأون وهم يمتلكون قدرة جيدة على فهم اللغة العربية واستخدامها، لتصبح جزءًا طبيعيًا من حياتهم اليومية.

وتحدث الفنان أحمد فؤاد سليم عن تجربته مع اللغة العربية على خشبة المسرح وفي الأعمال الفنية، مؤكدًا أن إجادته للفصحى جاءت دون افتعال، وروى مواقف مؤثرة مع كبار النجوم، من بينهم الزعيم عادل إمام، الذي قال له إن أداءه باللغة العربية الفصحى يبدو سلسًا لدرجة تشبه الأداء بالعامية، كما نقل شهادة الفنان الراحل محمود ياسين، الذي أكد له أنه كان يحاول أن يلتقط له أي خطأ لغوي أثناء التمثيل، لكنه لم يكن يجد، وهو ما اعتبره سليم وسام تقدير كبير.

حمدي غيث: «أهلاً وسهلاً لا هاي»

ومن زاوية ثقافية أعمق، عبّر الفنان القدير حمدي غيث عن قلقه من التناقض الذي يعيشه المجتمع العربي بين الجذور الشرقية والتأثر بالثقافة الأوروبية. وأوضح أن هذا التناقض انعكس على اللغة والسلوك، مؤكدًا أنه عاش في فرنسا أربع سنوات دون أن يتخلى عن تحيته العربية أو لغته الأم، وشدد غيث على أن اللغة العربية لغة جميلة وعريقة، وأن من أخطر الآفات التي تصيب المجتمع الشعور بالخجل من الهوية المصرية والعربية، رغم ما نملكه من تاريخ وحضارة وثقافة ممتدة.

أما الفنانة وفاء عامر، فقد عبّرت عن رؤيتها للغة العربية من منظور إنساني وفني، معتبرة أنها قادرة على استخراج أجمل المشاعر من داخل الفنان. وأكدت أن اللغة العربية تمتلك طاقة خاصة تجعل الإحساس أكثر صدقًا وعمقًا، وهو ما ينعكس مباشرة على الأداء الفني ويمنحه تأثيرًا أقوى لدى الجمهور.

وتكشف هذه الشهادات مجتمعة أن اللغة العربية لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الفنانين الكبار، ليس فقط كلغة للنص والحوار، بل كقيمة ثقافية وهوية يجب الدفاع عنها، وفي اليوم العالمي للغة العربية، تتجدد الدعوة إلى التمسك بها، وإعادة تقديمها للأجيال الجديدة بوصفها لغة حياة وإبداع، قادرة على مواكبة العصر دون أن تفقد روحها وأصالتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق